تناول أطعمة غنية بالسيستين قد يساعد أمعاء مرضى السرطان على التعافي بعد العلاج

أكتوبر 19, 2025 - 16:55
 0
تناول أطعمة غنية بالسيستين قد يساعد أمعاء مرضى السرطان على التعافي بعد العلاج

في اكتشاف علمي واعد، كشفت دراسة حديثة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) أن حمض السيستين، وهو حمض أميني طبيعي يوجد في أطعمة شائعة مثل اللحوم والجبن والمكسرات والفاصوليا، قد يساعد في تجديد خلايا الأمعاء بعد تعرضها للتلف الناتج عن العلاج الكيميائي أو الإشعاعي لمرضى السرطان.

وأوضحت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature، أن هذا الحمض الأميني الغني بالكبريت أظهر قدرة ملحوظة على تنشيط الخلايا الجذعية المعوية، مما يسرّع عملية إصلاح الأنسجة المتضررة. وقال البروفسور عمر يلماز، مدير مبادرة الخلايا الجذعية في MIT والمشرف على البحث:

"يمكن للأنظمة الغذائية الغنية بالسيستين أو المكملات التي تحتوي عليه أن تقلل من آثار العلاج الكيميائي على الجهاز الهضمي، خصوصاً وأنه مركب طبيعي يمكن الحصول عليه بسهولة من الطعام اليومي."

وأظهرت التجارب على الفئران أن السيستين حفّز نمو الخلايا الجديدة في الأمعاء الدقيقة — المنطقة المسؤولة عن امتصاص العناصر الغذائية — وساعدها على التعافي من تأثير دواء 5-فلورويوراسيل المستخدم في علاج سرطاني القولون والبنكرياس. كما عزز الحمض الأميني نشاط الخلايا المناعية المسؤولة عن إرسال إشارات تحفز تجدد الأنسجة.

ويقول الباحث فانغتاو تشي، قائد فريق التجربة:

"من بين عدة أحماض أمينية اختبرناها، أظهر السيستين أعلى فعالية في تحفيز تجدد خلايا الأمعاء، ما يجعله مرشحاً واعداً لتحسين جودة حياة المرضى أثناء العلاج."

وتشير الدراسة إلى أن هذا الاكتشاف قد يمهد الطريق لتطوير علاجات غذائية داعمة تُستخدم إلى جانب الأدوية التقليدية، بهدف تسريع الشفاء وتقليل الأعراض الجانبية للعلاج.

لكن الخبراء يحذرون من الإفراط في تناول المكملات دون استشارة طبية. وقالت الدكتورة آمي هورنامان، المتخصصة في الطب الوظيفي:

"النتائج مشجعة، لكن يجب إثباتها على البشر قبل اعتمادها سريريًا. الأفضل الحصول على السيستين من مصادر طبيعية كالأطعمة الغنية بالبروتين، مع الحفاظ على نظام متوازن من الألياف والترطيب الجيد."

ويرى الباحثون أن تعديلًا بسيطًا في النظام الغذائي قد يصبح قريباً أحد مفاتيح تجديد الأنسجة المعوية وتحسين مقاومة الجسم للعلاج، في خطوة تفتح آفاقاً جديدة في علاج السرطان بأساليب أكثر أماناً وطبيعية.