دبلوماسية العزلة.. هجوم يائس من الجزائر على سلوفينيا بعد تصويتها لمخطط الحكم الذاتي للصحراء المغربية

نوفمبر 3, 2025 - 11:25
 0
دبلوماسية العزلة.. هجوم يائس من الجزائر على سلوفينيا بعد تصويتها لمخطط الحكم الذاتي للصحراء المغربية

في خطوة تثبت التوجه الجزائري نحو مزيد من العزلة، أمعنت وسائل إعلام تابعة للنظام العسكري الحاكم في مهاجمة جمهورية سلوفينيا بعد تصويتها في مجلس الأمن الدولي لقضية الصحراء المغربية وذلك بإيعاز من الكابرانات، في محاولة يائسة للتشويش على الانتصار المغربي وتظهر أن الجزائر اختارت أن تتخلف ركب التطورات الدولية.

وأثار تصويت سلوفينيا ­– التي كانت قد أكدت في مناسبات سابقة دعمها لحل سياسي متوافق عليه في إطار الأمم المتحدة، مع تفهم لخيارات مبادرة المغرب بشأن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية ــ غضب الجزائر التي رأت في هذا الموقف خرقا لموقفها التقليدي الداعم لجبهة البوليساريو الانفصالية وحقها في “استفتاء تقرير المصير”، بتصوره التقليدي المتجاوز، حيث ذكرت تقارير إعلامية أن الجزائر حاولت قبل التصويت الضغط الاقتصادي على سلوفينيا عبر عروض في قطاع الغاز والطاقة، لكنها فشلت في قلب موقفها. 

ولا يعتبر هذا الخلاف مجرد تصويب دبلوماسي، بل يعكس واقعا مغايرا لمكانة الجزائر التي بدت اليوم أكثر انعزالا وترددا، حيث أن تصويت سلوفينيا لصالح “حل سياسي واقعي” واختيارها لموقف عقلاني أقل صداما مع القضايا، مقابل مواصلة الجزائر لسياسة التصعيد والتشبث بصيغ تجاوزها التاريخ والأمم المتحدة والمجتمع الدولي، يصبح واضحا أن الربح الدبلوماسي يميل لقوى تتجاوز الجزائر، وتلك القوى تختار الانسجام مع المبادرات القابلة للتنفيذ.

ومن المؤشرات على ذلك حسب محللين أن سلوفينيا صرحت بتصويتها أنها تفضل “حلا واقعيا ضمن الأمم المتحدة” رافضة خطاب الجزائر الذي لا يزال يركز على خيار “الاستفتاء” الذي "أصبح بمثابة شعار فارغ من أي مضمون فعلي"، بحسب تحليل نشرته إحدى الصحف الدولية. 

ولا تجعل هذه المستجدات من هجوم الجزائر على سلوفينيا مجرد رد فعل عابر، بل هو انعكاس لتوتر أمني – دبلوماسي يكشف أن الجزائر لم تواكب التحوّلات التي طرأت على توازنات القوى والمواقف الأوروبية والأمريكية ­– التي بدأت في حسم ملف الصحراء المغربية عبر تبني مبادرة الحكم الذاتي باعتبارها الإطار الأكثر جدية. 

وتضع هذه المعادلة الجزائر أمام خيارين لا ثالث لهما، فإما مراجعة سياستها والمضي نحو مرونة دبلوماسية تواكب تحولات الإقليم، أو الاستمرار في سياسة التحشيد التي باتت تدفعها نحو مزيد من العزلة، بينما تبدو بوصبة المغرب ثابتة نحو تحقيق إنجازات دبلوماسية ملموسة، ما يجعل من وقوف سلوفينيا في صفه إشارة واضحة على أن الملعب الدولي تغير، وأن الجزائر اليوم تتابع المباراة عبر تلفاز المقهى.