سرقة "استثنائية" تهزّ متحف اللوفر: لصوص يفرّون بمجوهرات لا تُقدّر بثمن في سبع دقائق فقط

في حادثة وُصفت بأنها "استثنائية وغير مسبوقة"، شهد متحف اللوفر في باريس صباح اليوم الأحد عملية سطو نفّذها عدد من اللصوص الذين تمكنوا من سرقة مجوهرات تاريخية لا تُقدّر بثمن من داخل قاعة العرض الشهيرة "أبولون"، وفق ما أعلن وزير الداخلية الفرنسي لوران نونيز.
وأوضح الوزير، في تصريح لقناة فرانس إنفو، أن العملية نُفذت بدقة وجرأة عالية، حيث استخدم الجناة رافعة مثبتة على شاحنة لاختراق إحدى نوافذ الطابق الأول للمتحف، قبل أن يتمكنوا من الدخول وسرقة القطع المستهدفة في أقل من سبع دقائق، ثم لاذوا بالفرار على دراجتين ناريتين في اتجاه غير معروف.
ووفقاً للمعلومات الأولية، استهدفت السرقة جواهر التاج الفرنسي المعروضة داخل قاعة "أبولون"، والتي تضم أحجاراً كريمة وتيجاناً مرصعة بالذهب والألماس تعود لعصور الملوك والإمبراطورات الفرنسيين. وأكدت وزارة الداخلية أن اللصوص قاموا بتحطيم زجاج عرض قطعتين فقط قبل مغادرة المكان بسرعة، ما يشير إلى أن العملية كانت مخططة بعناية مسبقة.
وقالت وزيرة الثقافة رشيدة داتي، التي هرعت إلى موقع الحادث، إن أحد المجوهرات المسروقة عُثر عليه بالقرب من المتحف أثناء تمشيط المنطقة، مشيرة إلى أن "الجريمة المنظمة باتت تستهدف المتاحف والأعمال الفنية"، مؤكدة في الوقت نفسه أن السلطات تعمل على استعادة القطع المسروقة في أقرب وقت.
وفي أعقاب الحادث، أعلن متحف اللوفر إغلاق أبوابه مؤقتاً "لأسباب أمنية واستثنائية"، مع التزام الإدارة بردّ ثمن التذاكر المسبقة للزوار، فيما أوضح وزير الداخلية أن الهدف من هذا القرار هو الحفاظ على مسرح الجريمة وحماية الأدلة.
وتولت فرقة مكافحة السطو المسلح التابعة للشرطة الجنائية التحقيق في القضية، بالتعاون مع المكتب المركزي لمكافحة الاتجار بالممتلكات الثقافية، بينما فتحت النيابة العامة في باريس تحقيقاً رسمياً بتهمة "السرقة المنظمة وتكوين عصابة إجرامية".
وقد أعاد هذا الحادث إلى الأذهان السرقات التاريخية التي طالت المتحف في الماضي، أبرزها اختفاء لوحة الموناليزا عام 1911، التي استُعيدت بعد ثلاث سنوات في فلورنسا، وكذلك سرقة دروع من القرن السادس عشر عام 1983، ولوحة للفنان كامي كورويه عام 1998، التي ما زالت مفقودة حتى اليوم.
ويُعد متحف اللوفر، الذي يستقبل أكثر من عشرة ملايين زائر سنوياً، رمزاً عالمياً للتراث الفني والإنساني، ما يجعل هذا الحادث ضربة قوية للأمن الثقافي الفرنسي، ويفتح الباب أمام تساؤلات حول حماية الكنوز التاريخية في مواجهة العصابات المتخصصة في تجارة الفن المسروق.