فلاتر السجائر.. وهم صحي وكارثة بيئية

أظهرت ورقة بحثية جديدة من جامعتي أوكسفورد وماساتشوستس أن فلاتر السجائر، التي جرى الترويج لها منذ خمسينيات القرن الماضي كوسيلة لتقليل ضرر التدخين، لا توفر أي حماية حقيقية. بل إن دورها في تسهيل استنشاق الدخان بعمق قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة.
وبحسب الورقة المنشورة في ذا كونفيرسيشن، ظلّت الفلاتر لعقود أداة تسويقية تمنح المدخنين انطباعاً زائفاً بالأمان، رغم أن الأدلة العلمية تؤكد العكس. ويستمر هذا الاعتقاد حتى اليوم، إذ يظن الكثيرون أن السجائر المفلترة أقل ضرراً، بينما أثبتت الأبحاث أنها قد تكون أكثر خطورة في بعض الحالات.
التلوث الأكبر على الكوكب
إلى جانب المخاطر الصحية، تُعدّ فلاتر السجائر مصدراً رئيسياً للتلوث البلاستيكي. فهي مصنوعة من مادة أسيتات السليلوز، وهي بلاستيك لا يتحلل بيولوجياً، بل يتفتت إلى جزيئات دقيقة تلوّث الأنهار والمحيطات. وتشير التقديرات إلى أن نحو 4.5 تريليون عقب سيجارة يُلقى في الطبيعة سنوياً، أي ما يقارب 800 ألف طن متري من النفايات البلاستيكية.
ورغم أن الحكومات حول العالم فرضت قيوداً على منتجات بلاستيكية أحادية الاستخدام مثل الأكياس والزجاجات، فإن أعقاب السجائر ما زالت بمنأى عن هذه التشريعات، لتظل العنصر الأكثر انتشاراً في النفايات العالمية.
حلول زائفة تحت مسمى "التحلل الحيوي"
وبينما تزايد الضغط البيئي، لجأت شركات التبغ إلى تسويق فلاتر "قابلة للتحلل الحيوي". غير أن الورقة البحثية تؤكد أن هذه الحلول مضللة: فهي لا تقلل من الأضرار الصحية ولا تمنع التلوث، لكنها تمنح الصناعة غطاءً أخضر زائفاً وتُبقي على التصور الخاطئ بجدوى الفلاتر.
دعوات للحظر الكامل
تدعو منظمات دولية، منها منظمة الصحة العالمية وتحالف وقف تلوث التبغ، إلى فرض حظر شامل على فلاتر السجائر باعتباره خطوة ضرورية وذات رمزية قوية لدمج الأهداف البيئية مع أهداف الصحة العامة. ورغم أن الحظر لن يقضي فوراً على التدخين أو التلوث البلاستيكي، إلا أنه سيكون رسالة واضحة ضد إحدى أكبر الخدع التسويقية في القرن الماضي.