لقاء ترامب وزيلينسكي.. ألمانيا تطالب بضمانات قوية لأوكرانيا

أغسطس 18, 2025 - 13:35
 0
لقاء ترامب وزيلينسكي.. ألمانيا تطالب بضمانات قوية لأوكرانيا

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت متأخر الأحد (17 أغسطس 2025) أن نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قادر على إنهاء الحرب مع روسيا "على الفور"، لكنه استبعد استعادة أوكرانيا لشبه جزيرة القرم أو انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو".

وكتب ترامب على منصته "تروث سوشال" عشية اجتماعه المقرر في البيت الأبيض مع زيلينسكي وقادة أوروبيين، "بإمكان الرئيس الأوكراني زيلينسكي إنهاء الحرب مع روسيا على الفور تقريبًا، في حال أراد ذلك، أو يمكنه مواصلة القتال". وأضاف "لا استعادة للقرم التي منحها أوباما (قبل 12 عامًا من دون إطلاق رصاصة واحدة) ولا انضمام لأوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي".

وكان ترامب، الذي استضاف نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا يوم الجمعة لإجراء محادثات ثنائية تهدف إلى إنهاء الحرب، قد حث كييف على عقد اتفاق مع موسكو، قائلًا "روسيا قوة كبيرة جدًا، وهم ليسوا كذلك".

من جهته أكد زيلينسكي لدى وصوله إلى واشنطن مساء الأحد لإجراء محادثات مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، أن جميع الأطراف تريد نهاية سريعة للحرب، داعيًا للتوصل إلى سلام دائم. وكتب زيلينسكي على مواقع التواصل الاجتماعي "جميعنا نتشارك رغبة قوية بإنهاء هذه الحرب بسرعة وعلى نحو موثوق".

ومن المقرر أن يلتقي زيلينسكي مع ترامب الاثنين إلى جانب مجموعة من القادة الأوروبيين. وسيكون برفقة زيلينسكي عدد من الحلفاء الأوروبيين، من بينهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، كما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب، عن مشاركتهم.

ورحب الزعيم الأوكراني بهذه "الوحدة" الأوروبية خلال مؤتمر صحافي في بروكسل، مضيفًا أنه لا يعرف "بالتحديد" ما ناقشه الرئيسان الروسي والأمريكي خلال قمتها التي عقدت في ألاسكا الجمعة. وأكد المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف الأحد أن روسيا قدمت "بعض التنازلات" بشأن خمس مناطق أوكرانية، في إشارة إلى خيرسون وزابوريجيا ودونيتسك ولوغانسك إضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014.

وكتب ترامب الأحد على منصته تروث سوشال "تقدم كبير حول روسيا. ترقبوا الأخبار!"، بدون أن يورد مزيدًا من التفاصيل. لكن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو حذّر من "تداعيات" تشمل إمكان فرض عقوبات جديدة على روسيا، في حال عدم التوصل إلى اتفاق سلام.

ألمانيا تطالب بضمانات قوية لأوكرانيا

وطالب وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول بتقديم ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا التي تتعرض لغزو روسي منذ نحو ثلاث سنوات ونصف.

وقال فاديفول خلال اجتماعه مع نظيره الياباني تاكيشي إيوايا في العاصمة طوكيو اليوم الاثنين (18 آب/أغسطس 2025) إن اجتماع اليوم المرتقب بين ترامب وزيلينسكي وشركاء أوروبيين في واشنطن سيدور حول عناصر حل تفاوضي نحو تحقيق سلام عادل في أوكرانيا، وأضاف: "تحقيق ذلك يتطلب ضمانات أمنية قوية... على أوكرانيا أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها بفعالية حتى بعد وقف إطلاق النار وإبرام اتفاق سلام".

وقال فاديفول في بيان للصحفيين في العاصمة اليابانية: "من الجيد والمهم أن يجعل الرئيس ترامب هدفه إنهاء القتل في أوكرانيا... من أجل سلام عادل ودائم، يجب على موسكو أن تتحرك أخيرًا. وإلى أن يتحقق ذلك، يجب زيادة الضغط على روسيا، أيضا من خلال زيادة المساعدات لأوكرانيا".

"جبهة أوروبية موحدة مع أوكرانيا"

وكان ماكرون انتقد الأحد نظيره الروسي بوتين، معتبرًا أنه "لا يريد السلام" مع أوكرانيا بل يريد "استسلامها". وأكد الرئيس الفرنسي أنه "لا يمكن إجراء مناقشات بشأن الأراضي الأوكرانية بدون الأوكرانيين"، مطالبًا بدعوة الأوروبيين إلى أي قمة مقبلة بشأن أوكرانيا. وبخصوص اجتماع الاثنين، قال ماكرون إن "رغبتنا هي تشكيل جبهة موحدة بين الأوروبيين والأوكرانيين"، وسؤال الأمريكيين "إلى أي مدى" هم مستعدون للمساهمة في الضمانات الأمنية لأوكرانيا.

ورحبت فون دير لايين "بعزم الرئيس ترامب على توفير ضمانات أمنية مشابهة للمادة الخامسة" من معاهدة الناتو لأوكرانيا، مشددة على وجوب أن تتمكن كييف من الحفاظ على وحدة أراضيها.

وكان ترامب، عند عودته من ألاسكا، أشار إلى إمكانية تقديم ضمانات مستوحاة من المادة الخامسة من معاهدة الناتو -لكن من دون منح أوكرانيا عضوية في الحلف- وهو أمر تعتبره موسكو تهديدًا وجوديًا.

من جانبها، دعت رئيسة الوزراء الإيطالية ميلوني إلى العمل على تحديد "بند أمن جماعي يسمح لأوكرانيا بالحصول على دعم جميع شركائها، بمن فيهم الولايات المتحدة، ليكونوا مستعدين للتحرك إذا تعرضت للهجوم مجددًا".

وسيكون الاجتماع في واشنطن الاثنين مع الرئيس الأميركي، الأول من نوعه منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022، وقد جاء نتيجة المحادثات الدبلوماسية المكثفة.