لماذا يزداد بريق بعض الرياضيين الكبار بعد الثلاثين؟

يواصل عدد من نجوم الرياضة العالميين تحقيق إنجازات مبهرة بعد تجاوزهم الثلاثين، في مشهد يكسر الصورة النمطية حول تراجع الأداء مع التقدّم في العمر. ففي التنس يحافظ نوفاك ديوكوفيتش على هيمنته في أكبر البطولات، بينما يواصل ليبرون جيمس التحكم في إيقاع مباريات دوري كرة السلة الأمريكي، ويستمر كل من ميسي ورونالدو في تقديم عروض كروية لافتة، وهو نفس العمر الذي حققت فيه العداءة أليسون فيليكس ميداليتها الأولمبية الحادية عشرة.
ويرى خبراء الأداء الرياضي أن هذا التفوق لا يعود فقط إلى الموهبة أو العزيمة، بل إلى ما يُعرف بمرونة الدماغ والجسم وقدرتهما على التكيّف مع الضغوط. وتظهر الأبحاث أن الدماغ معرّض لإعادة البرمجة عبر التكرار والتدريب المكثف، ما يسمح للرياضيين بضبط انفعالاتهم، واتخاذ قرارات أكثر دقة تحت الضغط، إضافة إلى تعزيز الروابط العصبية التي تحسّن التحكم الحركي والتركيز.
كما تلعب استراتيجيات التعافي دوراً أساسياً في استمرار الأداء العالي، إذ يحرص هؤلاء الرياضيون على النوم الجيد، والتنفس العميق، والممارسات الذهنية التي ترفع من مستويات عامل التغذية العصبية (BDNF)، وهو جزيء يساعد الدماغ على إعادة التكيف بسرعة أكبر. وتساهم هذه الآليات في الحفاظ على حدة الذهن والسيطرة على التوتر، حتى في لحظات المباريات المصيرية.
وتؤكد الدراسات أن هذا النمط من التكيف لا يقتصر على الرياضيين المحترفين، بل يمكن لأي شخص ممارسته من خلال الرياضة المنتظمة والأنشطة الذهنية والبدنية المركبة مثل الرقص أو التمارين المعقدة. بذلك، يصبح الأداء المتميز بعد الثلاثين انعكاساً لقدرة الدماغ والجسم معاً على التكيف مع تحديات العمر، وليس استثناءً خاصاً بنجوم الرياضة فقط.