ماءٌ شديد السخونة يهدّد فروة الرأس: خبير يفسّر صلة الشتاء بتساقط الشعر
تحذِّر تقاريرٌ طبية من أن الاستحمام بماءٍ بالغ السخونة في فصل الشتاء قد يزيد شكاوى تساقط الشعر؛ إذ يوضح الجرّاح البريطاني المتخصص بزراعة الشعر، الدكتور واجد علي أنور، أن الحرارة المرتفعة تثير التهاباتٍ في فروة الرأس وتُجرّدها من زيوتها الطبيعية الواقية، بما يفضي إلى جفافٍ وتقصف وربما تساقطٍ مؤقّت يُساء تفسيره بوصفه فقدانًا مفاجئًا للشعر.
ومن جهةٍ أخرى، يبقى تساقط الشعر في حدودٍ يوميةٍ بين 50 و100 شعرة أمرًا طبيعيًا بحسب هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، فيما يُسجَّل الصلعُ الوراثي لدى نحو 40% من الرجال بحلول سن الخمسين، وتواجه نسبةٌ مماثلة من النساء ترققًا تدريجيًا مع التقدّم في العمر؛ كما تسهم عواملُ أخرى مثل التوتر والمرض ونقص الحديد وفقدان الوزن السريع وبعض العلاجات في تفاقم المشكلة.
وبالإضافة إلى ذلك، لا تُظهر الأدلة رابطًا مباشرًا بين الماء الساخن والصلع الدائم، غير أن دراساتٍ مختبرية تشير إلى أثرٍ مُضعِفٍ للحرارة على بنية الشعرة؛ فقد بيّنت دراسةٌ نُشرت عام 2023 في مجلة Polymers أن الماء الساخن قد يضر ببروتين الكيراتين المسؤول عن متانة الشعر، ما يجعله هشًّا وأكثر عرضةً للتكسّر.
وفي المقابل، يلفت الدكتور أنور إلى أن ذوي الشعر المُخفَّف قد يلاحظون تفاقم التقصّف والتساقط المؤقّت عند التعرّض المتكرر للماء شديد السخونة، خاصةً بعد الرياضة أو مع الفرك العنيف، لأن فروة الرأس المتهيّجة تفقد اتزانها الدهني وتضعف بصيلاتها مؤقتًا.
وختامًا، تُوصى ممارساتٌ بسيطة للحدّ من المخاطر: ضبط حرارة الحمّام بين 37 و39 مئوية بحيث يكون الدفء مريحًا لا لاذعًا، اختبار الماء على معصم اليد قبل الاستحمام، الاكتفاء بحمّامٍ مسائي قصير لمدة نحو خمس دقائق لإزالة العرق والأتربة، وتجنّب الماء بالغ السخونة أو الحكّ القوي لفروة الرأس، مع مراجعة الطبيب إذا استمر التساقط أو ترافق مع أعراضٍ أخرى.
