ماذا يحدث؟ المتصرفون التربويون "يتحدثون" عن فشل الدخول المدرسي الحالي

أكدت نقابة المتصرفين التربويين أن الساحة التعليمية تعيش على وقع احتقان غير مسبوق، نتيجة تفاقم المشاكل البنيوية التي تنخر المنظومة التربوية، حيث تتوالى ـ حسب بيان للنقابة توصلت به "أخبارنا" ـ مظاهر الارتجال والعشوائية وسوء التدبير في مختلف المجالات، من اختلالات الدخول المدرسي المتعثر، إلى غياب التخطيط الاستراتيجي وتضارب القرارات، مروراً بضعف البنيات التحتية، والنقص الحاد في الموارد البشرية، وتردي الظروف المهنية للأطر التربوية والإدارية.
وتؤكد النقابة أن هذه الأوضاع أرهقت المتصرفين التربويين بتحميلهم أعباء تفوق طاقتهم، كما عمقت استياء أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، وتسببت في انخفاض حاد في منسوب الثقة لدى عموم المغاربة في قدرة الوزارة على إصلاح المدرسة العمومية وضمان تعليم مجاني وذي جودة لأبنائهم.
كما سجلت النقابة، باستغراب وقلق بالغين، ما وصفته بحالة الارتباك والفوضى الطاغية على تدبير الوزارة نتيجة غياب الرؤية الواضحة وضعف التخطيط الاستراتيجي، وتوالي القرارات العشوائية التي تمس استقرار المنظومة التربوية، مستنكرة ما اعتبرته فشلاً ذريعاً لوزارة "برادة" في تدبير الدخول المدرسي الحالي، الذي عرف غياباً للتجهيزات والدعم اللوجستي الضروري، ونقصاً حاداً في الموارد البشرية، وسوء تدبير التعيينات والحركات الانتقالية بسبب تأخرها وعدم إعلان المناصب الشاغرة الحقيقية، فضلاً عن الأعطاب التقنية التي عرفتها حركة الحراس العامين والنظار ورؤساء الأشغال ومديري الدراسة، الأمر الذي أدى إلى تأخر الانطلاقة الفعلية للدراسة.
وحملت النقابة الوزارة مسؤولية الخصاص المهول في فئة المتصرفين التربويين نتيجة إغلاق سلك تكوين أطر الإدارة التربوية لموسمين متتاليين، مما أثر سلباً على السير العادي للمرفق التربوي، وعلى ظروف اشتغال المتصرفين الذين يواجهون ضغطاً مهنياً متزايداً نتيجة تكليفهم بأكثر من مهمة وأكثر من مؤسسة، ولجوء الوزارة إلى تكليفات مخالفة للمادة 38 من القانون الإطار 51.17.
واستنكرت النقابة كذلك التناقضات الصارخة في تصريحات وزير التربية الوطنية، وما رافقها من تخبط في القرارات بسبب غياب الرؤية الواضحة وتغييب المرجعيات التربوية والقانونية المؤطرة للقطاع، وإهمال التدبير التشاركي، مما أدى إلى تفاقم أزمة المنظومة التعليمية وتراجع الثقة في المدرسة العمومية.
كما نددت النقابة باستمرار الارتجال الذي يعرفه مشروع "مؤسسات الريادة"، بعد دخوله موسمه الدراسي الثالث دون تحقيق نتائج واضحة أو مؤشرات ملموسة على بلوغ الأهداف المعلنة، معتبرة أن ذلك دليل على فشل المقاربة الأحادية التي اعتمدتها الوزارة، وهو ما أفضى إلى هدر زمن التعلم بالنسبة للتلاميذ، وعدم توصل العديد من مؤسسات الريادة بالسبورات والحواسيب والمساليط والكراسات والعدة الورقية، إلى جانب الأعطاب التقنية المتكررة وضعف الكراسات معرفياً وما تتضمنه من أخطاء وعوائق بيداغوجية، وغياب التنسيق الأفقي والعمودي.
وأعلنت النقابة رفضها القاطع لمحاولات وزير التربية الوطنية تحميل فشل تنزيل مشروع الريادة للأطر الإدارية والتربوية، معتبرة ذلك هروباً مكشوفاً من المسؤولية وتضليلاً للرأي العام، محذرة بعض مسؤولي الوزارة المركزيين والجهويين والإقليميين من مغبة أي مساس بالحريات النقابية للمتصرفين التربويين عن طريق التهديد أو التضييق أو الاستهداف، ومؤكدة أنها ستواجه أي محاولة في هذا الاتجاه برد ميداني حازم.
وختم البيان بإدانة النقابة لما وصفته بغياب التواصل الفعّال ورفض الوزارة الجلوس إلى طاولة الحوار الجاد والمسؤول مع نقابة المتصرفين التربويين، معتبرة أن هذا الموقف يعمق الاحتقان داخل القطاع ويكرس سياسة الإقصاء بدل المقاربة التشاركية التي يتطلبها الإصلاح الحقيقي للمنظومة التعليمية.