منتجع زجاجي وسط الغابة التايلاندية يثير الجدل بين روعة التصميم وتهديد الطبيعة

أكتوبر 18, 2025 - 20:40
 0
منتجع زجاجي وسط الغابة التايلاندية يثير الجدل بين روعة التصميم وتهديد الطبيعة

يتلألأ منتجع "إم واي إس خاو ياي" في قلب حديقة خاو ياي الوطنية بتايلاند كتحفة معمارية استثنائية تجمع بين الفخامة العصرية وسحر الطبيعة البرية، لكنه في الوقت نفسه يُشعل نقاشاً محتدماً حول تأثير السياحة الفاخرة على البيئة الهشة في المحميات الطبيعية.

ويُعد المنتجع، الذي صممته شركة Urban Praxis من بانكوك، نموذجاً فريداً للهندسة المعمارية الحديثة، إذ يضم مسبحاً شفافاً بطول 30 قدماً يطل من الأعلى على منطقة الاستقبال، ما يمنح الزائر إحساساً بالسباحة في الهواء. صُنع المسبح من الأكريليك المدعوم بعوارض خشبية مائلة، في انسجام بين المواد الطبيعية والحداثة، بينما تتحول الإضاءة الزرقاء عند الغروب إلى مشهدٍ ساحرٍ أشبه بلوحةٍ فنية.

ويعتمد المنتجع على مزيجٍ من الطراز الإسكندنافي والفخامة المعاصرة، ويضم 16 غرفة وست فلل مستقلة صُممت بأسلوب “الطابق الأرضي المرتفع”، لتمنح الضيوف إحساساً بالعزلة والهدوء وسط الغابات الكثيفة، مع إطلالات بانورامية على المناظر الطبيعية المحيطة.

غير أن هذا الجمال المعماري لم يخلُ من الجدل البيئي، إذ يرى ناشطون أن بناء منتجع فخم داخل أقدم وأكبر حديقة وطنية في تايلاند، الممتدة على مساحة 850 ميلاً مربعاً وتضم تنوعاً نادراً من الحياة البرية، قد يشكّل تهديداً للنظام البيئي عبر استنزاف الموارد وزيادة التلوث والضوضاء.



في المقابل، يدافع مؤيدو المشروع عن فكرته، معتبرين أن السياحة البيئية الفاخرة قد تُسهم في تمويل حماية المحميات وتوفير فرص عملٍ محلية، شريطة الالتزام بمعايير الاستدامة الصارمة.

وهكذا، يبقى السؤال مفتوحاً: هل يمكن للهندسة الفاخرة أن تتناغم مع الطبيعة دون أن تُفسدها؟ أم أن هذه المشاريع، رغم جمالها الآسر، تُخفي وراء بريقها ثمنًا بيئيًا باهظًا قد تدفعه الأجيال القادمة؟