العالم في دقائق.. أبرز ما طرأ على الأسواق في آخر 24 ساعة
خيّم عدم اليقين على الأسواق العالمية في مستهل تعاملات ديسمبر، مع استمرار المخاوف من فقاعة الذكاء الاصطناعي، وتفاقم موجة البيع في قطاع العملات المشفرة، فيما يترقّب المستثمرون اجتماع الفيدرالي الأسبوع المقبل.
أنهت الأسهم الأمريكية تعاملات الإثنين على تراجع، لتكسر سلسلة مكاسب امتدّت خمس جلسات، مع عودة القلق من تضخم تقييمات شركات التكنولوجيا، الأمر الذي ساهم في زيادة الضغوط على أسواق الأصول عالية المخاطر وفي مقدمتها العملات المشفّرة.
وتزايدت الضغوط على العملات المشفرة عقب تلميح الرئيس التنفيذي لـ "استراتيجي" إلى احتمال بيع حصص من حيازة الشركة من البيتكوين لتمويل توزيعات الأرباح ومدفوعات الفوائد، بالتوازي مع إعلان الشركة عن تأسيس احتياطي نقدي يقدَّر بنحو 1.4 مليار دولار لهذا الغرض.
وامتد عزوف المستثمرين عن الأصول الخطرة إلى القارة العجوز، لتتراجع الأسهم الأوروبية وسط ضغوط إضافية من تقييم المستثمرين آفاق السياسة النقدية في منطقة اليورو والمملكة المتحدة، علاوة على هبوط سهم "إيرباص" بعد تقارير كشفت عن عيوب تصنيع في طائرات (A320) أدت إلى عرقلة التسليمات.
في آسيا، هبطت بورصة طوكيو بضغط من تصريحات محافظ بنك اليابان، "كازو أويدا"، التي أشار فيها إلى إمكانية رفع أسعار الفائدة في ديسمبر، مما عزز من قيمة الين، ورفع عوائد الديون السيادية، وهو ما انعكس جزئياً على عوائد السندات الأمريكية أيضاً.
وفي المقابل، ارتفعت بورصات البر الرئيسي للصين، مدفوعة بأداء إيجابي في قطاعي التعدين والذكاء الاصطناعي، ورفع بنك "ستاندرد تشارترد" توقعاته لنمو ثاني أكبر اقتصاد في العالم خلال 2026.
وانعكس اضطراب الأسواق المالية إيجاباً على أسعار الذهب، ليرتفع المعدن الأصفر، مقتفياً أثر الفضة التي سجلت أعلى مستوى لها على الإطلاق، لاسيما في ظل التوقعات واسعة النطاق بخفض الفيدرالي أسعار الفائدة في اجتماع الأسبوع المقبل.
وفيما يتعلق بأسواق الطاقة، انخفض سعر بيع البنزين بالتجزئة في الولايات المتحدة لأدنى مستوى منذ أكثر من 4 سنوات، فيما ارتفعت أسعار النفط عالمياً بأكثر من 1%، ليتجاوز سعر برميل خام برنت مستوى 63 دولاراً.
جاء هذا الارتفاع مدعوماً بإبقاء تحالف "أوبك+" على قرار تجميد زيادات الإنتاج في الربع الأول من 2026، ومواصلة أوكرانيا شن هجمات بالمسيّرات على البنية التحتية للطاقة في روسيا، وتوتر الأوضاع الجيوسياسية في أمريكا اللاتينية وسط مخاوف من شن الولايات المتحدة هجوماً عسكرياً على فنزويلا.
اقتصادياً، كشف مسح خاص عن انكماش غير متوقع في نشاط التصنيع بالصين خلال نوفمبر، فيما واصل نظيره بالولايات المتحدة الانكماش للشهر التاسع على التوالي وفقاً لمعهد "آي إس إم"، مما ينذر بتباطؤ نمو أكبر اقتصادين على مستوى العالم.
ومع اقتراب اجتماع الفيدرالي، أعلن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" أنه حسم اختياره للمرشح الذي سيخلف "جيروم باول" في رئاسة البنك المركزي، من دون الكشف عن الاسم، في خطوة بدت كأنها محاولة جديدة للتأثير على قرار صناع السياسة النقدية.
ولم يكد المستثمرون يلتقطون أنفاسهم من اضطراب الأسواق، حتى انتقد المستثمر الشهير "مايكل بَري" تضخم تقييم "تسلا"، متهماً الشركة بتقليص حصص مساهميها من خلال طرح أسهم جديدة دون تنفيذ أي عمليات إعادة شراء، ومنح الرئيس التنفيذي "إيلون ماسك" حزمة تعويضات ستزيد من هذا الأثر خلال السنوات المقبلة.
وبعد أن تصدرت العملات المشفرة عناوين الأنباء مؤخراً، أصبح السؤال الأبرز في أوساط المستثمرين: لماذا تراجعت البيتكوين بشكل حاد؟ وهل تستعيد عافيتها قريباً؟
منذ بداية ولاية الرئيس "دونالد ترامب" الثانية، وهو يسعى إلى السيطرة على الاحتياطي الفيدرالي لتنفيذ نهجه المتمثل في خفض الفائدة، لكن لم يمكنه رئيس البنك الحالي "جيروم باول" من ذلك رغم موجة الانتقادات والتوبيخ التي واجهها سواء من رئيس البلاد أو مسؤولي إدارته، والآن حان الوقت لاختيار بديل له.
اختيار "باول"
المرة الأخيرة التي اختار فيها "ترامب" رئيسًا للفيدرالي كانت في نوفمبر 2017 عندما اختار "باول" - الذي أعاد تعيينه الرئيس السابق "جو بايدن" - لتنتهي ولايته الحالية في مايو 2026، والآن ومع استعداد البنك لعقد اجتماع السياسة النقدية الأخير هذا العام، أصبحت الأسواق تترقب أيضًا قرار اختيار الرئيس الجديد للبنك، وبمجرد أن يعلن "ترامب" مرشحه سيخضع القرار للتأكيد من قبل مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون.
اختيار حاسم
تنبع أهمية هذا القرار من الدور الحاسم للمنصب، إذ يساعد رئيس الفيدرالي في الإشراف على تنظيم البنوك والمؤسسات المالية الأخرى إلى جانب دوره الأبرز في تحديد السياسة النقدية والتوقعات الاقتصادية، كما أن تصريحاته تحرك الأسواق في غضون دقائق.
قائمة مختصرة
حدد "ترامب" قائمة بخمسة مرشحين نهائيين لخلافة "باول" تضم عضوي مجلس محافظي البنك "كريس والر" و"ميشيل بومان"، والمسؤول السابق "كيفن وارش"، ومدير مركز الأبحاث الوطني والمستشار الاقتصادي للبيت الأبيض "كيفن هاسيت"، و"ريك ريدر" رئيس قسم الدخل الثابت لدى "بلاك روك".
عقد المقابلات
قاد وزير الخزانة "سكوت بيسنت" عملية إجراء المقابلات مع المرشحين المحتملين، رغم أن "ترامب" أكد مرتين أنه لا يزال منحازًا لاختيار "بيسنت" نفسه للمنصب، لكنه رغم ذلك ليس ضمن المرشحين بشكل رسمي، وأوضح أن قرار التعيين بشأن الرئيس الجديد للبنك قد يعلن قبل الكريسماس.
|
من المرشحون المحتملون لرئاسة الفيدرالي؟ |
|
|
المرشح |
التوضيح |
|
كيفن هاسيت |
|
|
كريس والر |
"والر" – البالغ من العمر 66 عامًا - عضو بالفعل بمجلس إدارة البنك تم ترشيحه من قبل "ترامب" في يناير 2020. |
|
ميشيل بومان |
عضوة حالية بمجلس محافظي الفيدرالي عينها "ترامب" في ولايته الأولى، وتوقعت "بومان" – البالغة من العمر 54 عامًا - ثلاثة تخفيضات للفائدة هذا العام، لذلك قد تؤيد الخفض في اجتماع هذا الشهر. |
|
كيفن وارش |
شغل "وارش" – البالغ من العمر 55 عامًا- منصب محافظ الاحتياطي الفيدرالي من عام 2006 إلى عام 2011، ولديه خبرة واسعة في إدارة شؤون البنك المركزي. وانتقد "باول" من قبل لاتخاذه قرارات غير حكيمة منها تجاهله استمرار التضخم بعد الجائحة. |
|
ريك ريدر" |
هو رئيس قسم أدوات الدخل الثابت لدى شركة إدارة الأصول "بلاك روك"، وعضو اللجنة الاستشارية الاستثمارية في الأسواق المالية التابعة للاحتياطي الفيدرالي. ويرى أن على الفيدرالي خفض الفائدة في ديسمبر. |
اعتبارات سياسية
في ظل المخاوف من أن يكون الولاء للرئيس هو العامل الرئيسي في اختيار المرشح المحتمل لقيادة الفيدرالي، أكد البيت الأبيض التزام "ترامب" بترشيح أفضل الأفراد وأكثرهم تأهيلاً للمؤسسات العامة الرئيسية بما يشمل البنك المركزي.
هل حسم الأمر؟
أعلن "ترامب" أنه اتخذ قرارا بشأن الرئيس الجديد للبنك المركزي، قائلاً للصحفيين في البيت الأبيض: أتمنى أن يعين هذا الشخص في المنصب على الفور، لكن البعض يعيقني، وحسبما ذكرت "بلومبرج" الأسبوع الماضي يعتبر "هاسيت" المرشح الأوفر حظًا لخلافة "باول"، لكن عندما سئل الرئيس عن ذلك أمس ابتسم قائلاً: لن أخبركم، سنعلن ذلك.
|
من المرشح الأوفر حظًا لخلافة "باول"؟ |
|
|
المحلل/المسؤول |
التوضيح |
|
"ستيفن مور" كبير المستشارين الاقتصاديين السابقين لـ "ترامب" |
|
|
جاريت سيبرغ" المحلل لدى "تي دي كوين" |
|
|
"ديفيد بيكورث" الباحث بمركز "ميركاتوس" بجامعة "جورج ماسون" |
|
نفوذ ترامب
مع استبدال "باول" سيمنح ذلك المعينين من قبل "ترامب" بمجلس إدارة الفيدرالي أغلبية - بما يشمل "ستيفن ميران" و"والر" و"بومان" من ولاية "ترامب" الأولى - ولن يقتصر دورهم على تحديد اتجاه الفائدة فحسب، بل سيمتد إلى مدى دعم المجلس لرغبة الرئيس في تثبيت الفائدة حتى لو ظل التضخم مرتفعًا والنمو قويًا.
الخلاصة
يبحث "ترامب" بين المرشحين المحتملين على حليف مقرب يثق به للهيمنة على البنك المركزي وتنفيذ نهجه في خفض الفائدة والذي لم يمكنه رئيس البنك الحالي من تحقيقه منذ بداية هذا العام، فمن وجهة نظرك.. من المرشح الأوفر حظًا لخلافة "باول"؟
المصادر: أرقام – معهد جورج تاون للسياسة والخدمة العامة – فوكس نيوز – ياهو فاينانس - بلاك روك - بلومبرج – يو إس إيه توداي