عراقجي: إيران وتركيا تمتلكان مصالح مشتركة رغم الخلافات .. لا توجد مفاوضات مع أوروبا
أكد وزير الخارجية الإيراني، سيد عباس عراقجي، في حوار مع وكالة الأنباء الايرانية، أن إيران وتركيا تتقاسمان مخاوفاً ومصالحاً مشتركة.
- 2025/11/30 - 18:42
- الأخبار ایران
أكد وزير الخارجية الإيراني، سيد عباس عراقجي، في حوار مع وكالة الأنباء الايرانية، أن إيران وتركيا تتقاسمان مخاوفاً ومصالحاً مشتركة.
وافادت وكالة تسنيم الدولية للانباء ان عراقجي الذي استقبل اليوم نظيره التركي هاكان فيدان، قال في هذا الحوار فيما يخص العلاقات الايرانية التركية : "لدينا أيضاً خلافات في بعض القضايا، لكننا دائماً ما أجرينا مشاورات وثيقة حتى في الأوقات التي كانت فيها خلافاتنا أكثر حدة في بعض المسائل، لكن هذه المشاورات لم تنقطع وكانت هناك زيارات متبادلة".
وقال رداً على سؤال حول المواضيع التي تم بحثها خلال لقاء نظيره التركي: "اللقاء مع السيد هاكان فيدان وزير الخارجية التركي يأتي استمراراً للمشاورات المستمرة التي نجريها بانتظام مع تركيا. فالقضايا الثنائية بيننا كبيرة جداً، بما في ذلك حجم التبادل التجاري، والتبادلات السياسية، والقضايا الثقافية، والتجارية، والاقتصادية".
وأضاف عراقجي: "من ناحية أخرى، نحن بلدان في منطقة تعاني من مشاكل وقضايا متعددة. لدينا مخاوف ومصالح مشتركة، وخلافات أيضاً في بعض الموضوعات، ونجري دائماً على مشاورات وثيقة. حتى في الأوقات التي كانت فيها خلافاتنا أكثر حدة في بعض القضايا، لم تنقطع هذه المشاورات واستمرت الزيارات المتبادلة".
وأشار عراقجي إلى أن "هناك فهماً مشتركاً جيداً بين إيران وتركيا مفاده أن علاقاتنا يجب أن تبقى ودية في جميع الظروف ورغم جميع الخلافات في الرأي الموجودة".
وتابع وزير الخارجية: "لدينا مجلس التعاون الأعلى بين البلدين الذي يعقد برئاسة رئيسي البلدين. ومن المقرر أن تعقد الدورة التاسعة من هذا المجلس في المستقبل القريب في إيران، وكانت زيارة السيد فيدان بمثابة تمهيد لهذا المجلس أيضاً".
وأكد رئيس الدبلوماسية الإيرانية أنه "تم اليوم خلال الجلسة مع وزير الخارجية التركي استعراض القضايا في العلاقات الثنائية، بدءاً من معابر الحدود وصولاً إلى التجارة، واتفاقية التجارة التفضيلية، والعديد من القضايا الأخرى. وتم اتخاذ قرارات حول كيفية إزالة العقبات وتهيئة المزيد من التسهيلات. وأعتقد أنه سيتم اتخاذ قرارات جيدة في مجلس التعاون الأعلى أيضاً بمشيئة الله".
الشعور بضرورة إنشاء هيكل أمني إقليمي أصبح أكبر من أي وقت مضى
وتحدث سيد عباس عراقجي حول النقاشات التي جرت في اللقاء مع هاكان فيدان قائلاً: "في كل من الجلسة العامة والجلسة الخاصة، تم طرح موضوع غزة وفلسطين الذي يتصدر دائماً قائمة الموضوعات المثيرة لقلقنا обоما. كما ناقشنا السياسات التوسعية والهيمنية للنظام الصهيوني في المنطقة التي تثير قلق جميع دول المنطقة، والاعتداءات التي شنها على أكثر من سبع دول خلال العامين الماضيين".
وأضاف وزير الخارجية: "كان موضوع لبنان وانتهاكات وقف إطلاق النار التي تحدث بانتظام، والتهديدات التي تتصاعد، أحد مواضيعنا الرئيسية. أما بشأن سوريا، فلدينا وجهات نظر مشتركة حول ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي هذا البلد، والحفاظ على سيادة سوريا ودورها في السلام والاستقرار، وبالطبع هناك أيضاً خلافات في الرأي".
وأشار إلى أنه "تم خلال اللقاء اليوم التحدث حول الهيكل الأمني الإقليمي، وكيف يجب على دول المنطقة في ظل الاعتداءات الأخيرة للكيان الصهيوني والسياسة التي يتبعها بوضوح، أن تتعاون في تفاعل وثيق مع بعضها البعض من أجل هيكل أمني مشترك".
وتابع : في رأيي، فإن وجهات نظر دول المنطقة في هذا الصدد تقترب من بعضها البعض، وأصبح الشعور بضرورة إنشاء هيكل أمني إقليمي والاتجاه نحوه أكبر من أي وقت مضى. لقد شعرت بهذا عن قرب في المشاورات التي أجريتها مع دول المنطقة الأخرى".
السياسات الأمريكية المتعطشة للهيمنة والمتغطرسة هي التي ألغت إمكانية التفاوض حالياً
وأضاف عراقجي: "أما بخصوص الملف النووي، فمن الطبيعي أن يكون دائماً محل نقاش، وجيراننا يودون معرفة آخر المستجدات. وقد شرحت كيف هي السياسات الاميركية، واستعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية للتفاوض، ولكن تفاوض شريف وعادل للوصول إلى حل عادل ومتوازن ومن موقع المساواة. كان هذا دائماً وسيظل سياستنا. إن السياسات الأمريكية المتعطشة للهيمنة والمتغطرسة هي التي ألغت في الحقيقة إمكانية التفاوض حالياً".
وتابع عراقجي: "تحدثنا أيضاً حول النقاشات المتعلقة بأوكرانيا وأوروبا، وأجرينا حواراً حول القضايا الدولية الأخرى. في رأيي، كانت زيارة جيدة جداً؛ فقد استمر النقاش لأكثر من ثلاث ساعات تقريباً؛ سواء بشكل ثنائي أو خاص أو عام أو خلال الغداء الذي استضفناه فيه. أعتقد أنها كانت زيارة مفيدة جداً ومن الضروري أن نطلع بانتظام على وجهات نظر بعضنا البعض، والحمد لله تم تحقيق هذا بشكل جيد في هذه الزيارة أيضاً".
سنوات من المفاوضات مع الدول الأوروبية لم تحقق نتائج فعالة
ورداً على سؤال حول زيارته الأخيرة إلى باريس ولقاء نظيره الفرنسي، قال سيد عباس عراقجي: "قمت بزيارة بدعوة من وزير الخارجية الفرنسي، وكان الملف النووي بالمناسبة أحد محاور نقاشنا. أجرينا محادثات عميقة حول قضايا المنطقة؛ وتحدثنا مطولاً عن قضية فلسطين ولبنان وسوريا، وكذلك حول العلاقات الثنائية والمشاكل الموجودة. وكذلك كان الحال بالنسبة للملف النووي. بالطبع شرحت أنه بسبب السياسات التي تتبعها الولايات المتحدة، لا توجد إمكانية للتفاوض حالياً. ولدينا مشاكل مماثلة مع الأوروبيين؛ ففي النهاية، تفاوضنا لسنوات مع ثلاث دول أوروبية، لكن دون تحقيق نتائج فعالة حقاً. وتحدثنا حول هذه المواضيع أيضاً".
أوكرانيا كانت أحد المحاور المهمة للمشاورات مع وزير الخارجية الفرنسي
وتابع رئيس الدبلوماسية الإيرانية: "في رأيي، نظراً للوضع السيء جداً لعلاقاتنا مع أوروبا، فإن إتاحة فرصة للحوار وتبادل الآراء كانت أمراً قيماً. وقد رحب الجانب الفرنسي بها بشكل جيد. وتم الاتفاق على استمرار حواراتنا في المجالات والمواضيع المختلفة. حتى أننا تحدثنا مطولاً عن أوكرانيا وشرحنا وجهات النظر الأوروبية ووجهة نظرنا، وقدموا هم أيضاً شروحاتهم".
الحوار يختلف عن المفاوضات
وأشار وزير الخارجية إلى أن الحوار بحد ذاته هو أحد أسس الدبلوماسية، مؤكداً: "الحوار يختلف قطعاً عن المفاوضات، ويجب أن أوكد على هذه النقطة. نحن نجري حواراً منتظماً مع العديد من الدول، لكن المفاوضات تكون عندما يدخل الطرفان في حوار حول موضوع محدد للوصول إلى هدف معين. نحن لا نجري مفاوضات حالياً مع الأوروبيين، لكننا نقيم إمكانات إجراء مفاوضات وحوارات فعالة".
لن نرضخ للاستغلال والطمع
وختم وزير الخارجية كلامه بالقول: "حالما نصل إلى قناعة بأن التفاوض مع أي طرف هو لصالح الشعب الإيراني ويضمن حقوق الشعب الإيراني، فإننا قطعاً لن نتردد. لكننا في نفس الوقت، لن نرضخ للاستغلال والطمع".
/انتهى/