احذر قبل تناوله: الكولاجين ليس آمناً للجميع رغم فوائده المعروفة
يُعد الكولاجين أحد البروتينات الأساسية في الجسم، إذ يُسهم في الحفاظ على مرونة الجلد، وتقوية العظام، وتسريع التئام الجروح. ومع التقدّم في العمر، يتراجع إنتاج الجسم له تدريجياً، ما يدفع كثيرين إلى اللجوء إلى مكمّلات الكولاجين لتعويض هذا النقص. لكن على الرغم من انتشار هذه المكمّلات واعتبارها آمنة بشكل عام، فإنها ليست خالية تماماً من المخاطر، خصوصاً لبعض الفئات.
تشير تقارير طبية إلى أن بعض المستخدمين قد يواجهون آثاراً جانبية هضمية مزعجة، مثل الانتفاخ، والغازات، وحرقة المعدة، والإمساك أو الإسهال. ولا يبدو أن هناك فرقاً واضحاً بين الكولاجين السائل والمسحوق في التسبب بهذه الأعراض، مما يجعل من الضروري التوقف عن تناوله واستشارة الطبيب فور ظهور أي منها.
ومن الأخطار الأقل شيوعاً، الحساسية تجاه الكولاجين، حيث أظهرت بعض الحالات ردود فعل تحسسية تتضمن الطفح الجلدي، الحكة، الغثيان، آلام المفاصل، وتورم الوجه، وحتى صعوبات في التنفس والبلع. ويُذكر أن جميع مكملات الكولاجين تُستخلص من مصادر حيوانية (الأبقار، الخنازير، الأسماك)، ما يعني أن أصحاب الحساسية تجاه أي من هذه المكونات معرضون لخطر أكبر.
وفي حالات نادرة جداً، قد يُسبّب الكولاجين تفاعلات جلدية خطيرة، مثل متلازمة ستيفنز–جونسون، وهي حالة تؤدي إلى ظهور بثور مؤلمة وتقشر شديد في الجلد، مع أعراض شبيهة بالإنفلونزا. وقد سُجّلت إحدى هذه الحالات بعد تناول نوع من الكولاجين البحري المستخلص من الأسماك.
رغم هذه التحذيرات، تشير معظم الدراسات إلى أن مكملات الكولاجين تُعد آمنة لمعظم الناس، خاصة عند تناولها بجرعات معتدلة. ومع ذلك، فإن الجسم قادر على إنتاج الكولاجين طبيعياً من خلال نظام غذائي غني بالبروتين، مثل البقوليات والمكسرات والدواجن والأسماك، بالإضافة إلى فيتامينات A وC وE، والزنك والنحاس.
أخيراً، يُنصح بتجنّب مكمّلات الكولاجين من قبل الفئات التالية: من لديهم حساسية معروفة تجاه مكوناته، الحوامل والمرضعات، والمستخدمين لمكملات بيوتين بجرعات عالية، لكونها قد تؤثر على نتائج تحاليل الغدة الدرقية وتتفاعل مع بعض الأدوية.
