تقنيات حديثة تعيد الأمل لمرضى الكتف: من البالون المزروع إلى الغرسات المطبوعة ثلاثياً

تُعد مشاكل الكتف من الحالات الشائعة التي تتفاقم بفعل التآكل، الإصابات، وبعض الأمراض المزمنة أو ببساطة نتيجة التقدّم في السن، ما قد يؤدي إلى ألم مزمن وضعف شديد في الحركة. ورغم أن العديد من الحالات تستجيب للعلاجات غير الجراحية مثل العلاج الفيزيائي أو الحقن، إلا أن بعض المرضى يحتاجون إلى تدخلات أكثر تقدماً لاستعادة وظيفة الكتف.
ومن أبرز الابتكارات الحديثة في هذا المجال، استخدام بالون طبي صغير يتم إدخاله عبر جراحة تنظيرية طفيفة التوغل. يُزرع هذا البالون في الفراغ الناتج عن تلف الكفة المدورة للكتف، ويعمل كفاصل يساعد على استقرار المفصل وتخفيف الضغط أثناء الحركة، مما يقلل الألم ويسهّل إعادة التأهيل.
بديل آخر لا يقل فعالية هو إجراء يُعرف بـ رأب الدرنة، حيث يستخدم الجراح نسيجاً مأخوذاً من متبرع لرقع الجزء العلوي من مفصل الكتف. يعمل هذا النسيج كوسادة داعمة تحاكي وظيفة الكفة المدورة، وتُسهم في تخفيف الاحتكاك وتحسين حركة المفصل. وبما أن هذه التقنيات لا تتطلب شفاء الأوتار كما في الجراحات التقليدية، فإن فترة التعافي غالباً ما تكون أسرع وأسهل.
أما في الحالات الأكثر تعقيداً، مثل تمزقات الكفة غير القابلة للإصلاح أو التهاب المفاصل الحاد، فقد أصبح من الممكن اللجوء إلى تقنية استبدال الكتف العكسي باستخدام غرسات مطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد. تبدأ هذه العملية بتصوير الكتف عبر الأشعة المقطعية لإنشاء نموذج رقمي دقيق يُستخدم لتخطيط الجراحة وتحسين دقة زرع الغرسة.
وتتيح هذه النمذجة للطبيب تحديد الشكل والحجم الأمثل للغرسة، كما تساعد على الحفاظ على أكبر قدر ممكن من العظام، ما ينعكس على نجاح العملية واستقرار الكتف بعد الجراحة. وفي بعض الحالات النادرة، يتم تصميم غرسة مخصصة بالكامل وفقاً لتشريح المريض، خصوصاً إذا كانت هناك تشوهات أو تلف شديد في العظام لا يسمح باستخدام غرسات قياسية.
هكذا، ومع تطوّر التقنيات الجراحية وتوظيف الطباعة ثلاثية الأبعاد، باتت هناك فرص حقيقية لاستعادة الحركة وتخفيف الألم لدى مرضى الكتف الذين لم تكن تتوافر لهم حلول فعّالة في السابق.