عراقجي: على أمريكا وأوروبا أن تكسبا ثقتنا… وإيران مصمّمة على مواصلة برنامجها النووي السلمي
شدّد وزير الخارجية الإيراني، سيد عباس عراقجي، على أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية هي التي ينبغي أن تبادر إلى كسب ثقة طهران، وذلك رداً على الادعاءات المتعلّقة بكيفية تعامل إيران مع المخاوف المطروحة حول برنامجها النووي.
- 2025/12/08 - 09:57
- الأخبار ایران
شدّد وزير الخارجية الإيراني، سيد عباس عراقجي، على أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية هي التي ينبغي أن تبادر إلى كسب ثقة طهران، وذلك رداً على الادعاءات المتعلّقة بكيفية تعامل إيران مع المخاوف المطروحة حول برنامجها النووي.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن عراقجي قال في مقابلة مع وكالة «كيودو» اليابانية، رداً على سؤال حول كيفية نية إيران تبديد هذه المخاوف وإعادة الثقة إلى برنامجها النووي: «إن الولايات المتحدة، والأوروبيين، وغيرهم هم الذين يجب أن يطمئنونا بأننا نستطيع التمتع بحقّنا في الاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية من دون التعرّض للقصف أو الهجوم».
وأضاف: «إذا كانوا يريدون عودتنا إلى الدبلوماسية والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فعليهم هم أن يكسبوا ثقتنا».
وفي ما يخص احتمال استئناف المفاوضات مع واشنطن، قال: «الأمر يعتمد على الولايات المتحدة. إذا غيّروا نهجهم وأصبحوا مستعدين لمفاوضات عادلة ومتوازنة، أي مفاوضات تحقق المنفعة المتبادلة، فنحن أيضاً مستعدّون».
ورأى عراقجي أن الإطار المقبول للمفاوضات هو ذاك الذي «يعترف بحق إيران في الاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية، بما في ذلك التخصيب».
وفي ما يلي نصّ المقابلة كما ورد في قناة وزير الخارجية على تلغرام:
المحاور: تعليق عمليات التفتيش من جانب الوكالة أثار شكوكا في المجتمع الدولي بشأن النيات النووية الإيرانية. كيف تعتزم إيران تبديد هذه المخاوف وإعادة الثقة إلى برنامجها النووي؟
عراقجي: أستغرب من هذا السؤال. الولايات المتحدة والأوروبيون وغيرهم هم الذين يجب أن يطمئنونا بأننا نستطيع التمتع بحقّنا في الاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية من دون قصف أو هجوم. نحن الذين تعرّضنا للهجمات، ولم نرتكب أي خطأ. منشآتنا كانت تحت إشراف الوكالة، ولم يكن هناك أي انحراف نحو سلاح نووي. لذلك فإن مسؤولية بناء الثقة تقع عليهم هذه المرة، لا علينا.
كنا نستخدم حقوقنا، ومنشآتنا تحت رقابة الوكالة، ومع ذلك تعرضنا للقصف من دون أي مبرر. لا يوجد أي تقرير يشير إلى انحراف برنامجنا نحو أهداف غير سلمية، وقد أكد المدير العام للوكالة قبل أسابيع عدم وجود أي تقرير عن مثل هذا القصد. لذلك، إذا كانوا يريدون عودتنا إلى الدبلوماسية والتعاون مع الوكالة، فعليهم هم أن يكسبوا ثقتنا. يجب على الولايات المتحدة أن تقدم ضمانات بأنها لن تهاجمنا مرة أخرى خلال فترة التفاوض والتعاون مع الوكالة.
المحاور: السؤال الأخير: رغم الضغط الكبير الذي تفرضه العقوبات الاقتصادية على الشعب الإيراني، تواصل إيران التزامها بتطوير برنامجها النووي. ما الدافع الاستراتيجي وراء هذا النهج؟
عراقجي: تكنولوجيا الطاقة النووية والتخصيب نتاج علماء إيرانيين ولم تكن مستوردة. دفعنا ثمناً باهظاً مقابلها: عقوبات، وحرب، وأكثر من ألف شهيد، وعلماء تم اغتيالهم. دماء شعبنا امتزجت بهذه التكنولوجيا، ولذلك لا يمكننا التخلي عنها. اليوم أصبحت هذه القضية متصلة بكرامة إيران وعزتها الوطنية؛ وهي ليست شيئاً يمكن بيعه.
نعم، العقوبات مؤلمة وتفرض ضغوطاً اقتصادية، لكن كرامة الأمة شيء مختلف، ولن نبيع عزتنا وكرامتنا بأي ثمن.
المحاور: هل هناك إمكانية لاستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة؟
عراقجي: ذلك يعتمد على أمريكا. إذا غيرت نهجها وأصبحت مستعدة لمفاوضات متوازنة ومنصفة، أي مفاوضات تحقق الربح المتبادل، فنحن مستعدون. الواقع أننا لا نملك تجربة جيدة مع الولايات المتحدة في المفاوضات؛ يكفي النظر إلى ما حدث في اتفاق 2015، حين خرجت أمريكا منه بلا سبب.
انظروا أيضاً إلى مفاوضات هذا العام، 2025، حين كنا نتفاوض بينما تعرّضنا لهجوم من قبل الإسرائيليين بدعم من أمريكا، بل وشاركت الولايات المتحدة في الهجوم. وانظروا أيضاً إلى مفاوضات الأشهر الماضية في نيويورك حول مسألة آلية الزناد.
يتبع..