معطيات لا تعرفها عن محمد وهبي صانع ملحمة الشيلي.. صنع نجوم بلجيكا وله قاسم مشترك مع مورينيو

أكتوبر 16, 2025 - 22:45
 0
معطيات لا تعرفها عن محمد وهبي صانع ملحمة الشيلي.. صنع نجوم بلجيكا وله قاسم مشترك مع مورينيو

لم يكن اسم محمد وهبي معروفاً لدى الجماهير المغربية قبل أشهر قليلة، لكن الرجل سرعان ما خطف الأضواء بعد أن قاد أشبال الأطلس إلى إنجاز غير مسبوق، تمثل في بلوغ نهائي كأس العالم للشباب 2025 بالشيلي، عقب الفوز المثير على فرنسا بركلات الترجيح (5-4) بعد نهاية اللقاء بالتعادل (1-1).

بذلك، كتب وهبي اسمه بحروف من ذهب في تاريخ الكرة الوطنية، بعدما بصم على أول تأهل مغربي إلى نهائي المونديال، ليصبح حديث الشارع الرياضي ووسائل الإعلام داخل المملكة وخارجها.

من مقاعد الدراسة إلى ملاعب التدريب

بدأت رحلة وهبي بعيداً تماماً عن كرة القدم، فقد وُلد سنة 1976 واشتغل في بداياته مدرساً بإحدى المدارس البلجيكية، قبل أن يشق طريقاً غير متوقع نحو عالم المستديرة سنة 2004، عندما التحق بأكاديمية أندرلخت العريقة.

هناك، صعد تدريجياً من تدريب الفئات الصغرى إلى العمل مع الفريق الأول، واكتسب خبرة كبيرة في تكوين المواهب وصقل المهارات، قبل أن يتوج مسيرته بالحصول على أعلى شهادة تدريب أوروبية (الويفا برو)، ليصبح واحداً من الأطر القليلة التي جمعت بين الجانب الأكاديمي والتطبيقي.

بصمة واضحة في كرة القدم البلجيكية

لم يمر وهبي مرور الكرام في بلجيكا، بل ترك بصمته في واحدة من أهم مراحل تطور الكرة هناك، بعدما ساهم في تكوين جيل ذهبي من النجوم، من بينهم لوكاكو، يوري تيليمانس، جيريمي دوكو، ولويس أوبيندا.

جيلٌ صنع تحت إشرافه الأسس الفنية والانضباط التكتيكي الذي جعل من بلجيكا قوة كروية عالمية خلال السنوات الأخيرة.

طريقته تشبه مورينيو

الملفت في مسار محمد وهبي أنه لم يمارس كرة القدم كمحترف، شأنه في ذلك شأن البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي شق طريقه من التحليل والدراسة إلى قمة المجد التدريبي.

كلاهما اعتمد على الفكر العلمي والتحليل العميق للعبة بدل التجربة الميدانية كلاعب، وهو ما مكّن وهبي من بناء أسلوب خاص يجمع بين الهدوء والدقة والجرأة في اتخاذ القرار.

من بلجيكا إلى الشيلي.. قصة مدرب يؤمن بالعلم

اليوم، وبعد سنوات من العمل في الظل، يقف محمد وهبي في واجهة المجد، ممثلاً للكفاءة المغربية التي تؤمن بالعلم والانضباط، ومؤكداً أن النجاح لا يحتاج إلى الشهرة بقدر ما يحتاج إلى الإصرار والإيمان بالفكرة.

وهكذا، من قاعات الدراسة في بلجيكا إلى منصة التتويج في الشيلي، يثبت وهبي أن المغرب لا يصدّر المواهب فحسب، بل يصنعها أيضاً، وأن المدرب المغربي قادر على كتابة التاريخ متى توفرت له الثقة والظروف المناسبة.