مقاومة بالحبر: كيف يحمي الأدب الفلسطيني الذاكرة من الطمس
من رحم المعاناة كانت رولا غانم تكتب روايتها «تنهيدة حرية» كمن ينسج خيطًا من الجرح نفسه لم تكن الكتابة لديها ترفًا، بل شهادة حياة، ورؤية تؤمن أن الكتابة عن فلسطين ليست استدعاءً للذاكرة بل وجودًا إنسانيًا كاملًا.
- 2025/12/10 - 10:46
- الأخبار الشرق الأوسط
من رحم المعاناة كانت رولا غانم تكتب روايتها «تنهيدة حرية» كمن ينسج خيطًا من الجرح نفسه لم تكن الكتابة لديها ترفًا، بل شهادة حياة، ورؤية تؤمن أن الكتابة عن فلسطين ليست استدعاءً للذاكرة بل وجودًا إنسانيًا كاملًا.
قالت الكاتبة الأدبية الدكتورة رولا غانم لوكالة تسنيم:" تنهيدة حرية كتبتها خلال فترة العدوان والتخلي والقهر والألم في الفترة الأخيرة، واستطاعت أن تتحدى الحصار وأن تخترق كل الحواجز وأن تصل إلى العالمية وتفوز بجائزة كتارة تنهيدة حرية أيضا تناولت قضايا شعبية، سلطت الدعوة على قضية الأسرى والحديث عنهم واجب أخلاقي وإنساني، ابني الآن أسير أيضا، وهو كان مصدر إلهام بالنسبة إلي".
.
وصول روايتها إلى القائمة القصيرة لجائزة كتارا لم يكن نجاحًا شخصيًا بقدر ما كان تأكيدًا أن الأدب لا يزال قادرًا على مقاومة الاندثار.
وأضافت رولا لوكالة تسنيم:" أنا واجهت تحدي كبير عندما شاركت في هذه الجائزة لأنه كان بيتي محاصر والمدينة عندنا فيها اجتياح، لم أستطع أن أوصل نسخ ورقية للمشاركة في الجائزة، فبعت ملف بي دي إف وبلغت الجائزة أني لا أستطيع أن أبعث نسخ ورقية، تجاوزا وتعاطفا معنا بسبب ظروفنا الصعبة أخذوها بي دي إف مع أني مشاركة عن فئة الرواية المنشورة، والكاتب الحقيقي هو الذي يجسد معاناة شعبه".
يتقدّم الأدب الفلسطيني بوصفه شكلًا من أشكال المقاومة الهادئة ليس مقاومة بالسلاح بل مقاومة السرد الذي يرفض القطيعة مع الجغرافيا والذاكرة والحق. الكتّاب الفلسطينيون، من رولا إلى غيرها، يحوّلون المعاناة إلى لغة، والقيد إلى استعارة، والوجع إلى شهادة مكتوبة.
وأكد الأديب والأسير المحرر قتيبة مسلم لوكالة تسنيم:" بكل الثورات التي خاضت النظام، جبهة الثقافة وجبهة الأدب الأساس المثقفين والأدباء هم عبارة عن رصاصة حقيقية أخطر من الرصاص الحديد، أنا أعتقد بأن بناء المجتمع وبناء العقول، واضح أن كل الاستعمار في العالم يحاول أن يغتصب عقول الشعب المستعمرة".
وقالت الدكتورة سيما الصيرفي لوكالة تسنيم:" أنا أرى بنفسي أن هناك أمور كثيرة لم تصل إلى العالم، وأرى أن الكتابة عن طريق الرواية أو قصة الأطفال أو الأشعار هي طريق لتوصل التفاصيل الصغيرة عن المجتمع الفلسطيني سواء في الداخل أو في الضفة، عن ما يعانيه وعن كل التمييز الذي يعانيه، فالكتابة طبعا هي جزء لا يجزء من رسالتنا ومن سلاحنا الأبيض للسلام".
وفي الوقت الذي يكتب فيه الأدباء روايتهم بحرية روحية، يحاول الاحتلال طمس الكتّاب واعتقال النشطاء الثقافيين لإسكات الرواية الفلسطينية ورغم استهداف العشرات منهم، تبقى الكلمة آخر ما يمكن للاحتلال مصادرته، وأول ما يستمر في حمل الحقيقة.
/انتهى/