من أبولو إلى تيسلا.. كيف ترك البشر بصمتهم في الفضاء؟

سبتمبر 10, 2025 - 16:05
 0
من أبولو إلى تيسلا.. كيف ترك البشر بصمتهم في الفضاء؟

منذ انطلاق عصر الفضاء، لم تقتصر رحلات الاستكشاف على جمع البيانات العلمية أو إرسال الرواد فحسب، بل حملت معها أيضاً محاولات لتخليد الذاكرة البشرية في الكون. فمن لوحات أبولو التذكارية ورسائل فوييجر وأريسيبو، إلى مبادرات حديثة مثل أقراص الذاكرة والدفن الفضائي، أصبح الفضاء سجلاً حياً لإرث الإنسان الثقافي والعلمي والشخصي.

في ديسمبر 1972، حملت بعثة أبولو 17 آخر لوحة بشرية إلى سطح القمر، تضمنت أسماء الطاقم وتوقيع الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون. وبعد عقود، وتحديداً في فبراير 2018، أرسلت شركة سبيس إكس سيارة تيسلا رودستر حمراء إلى المدار في رحلة تجريبية لصاروخ فالكون هيفي، لتصبح أول سيارة إنتاجية تطوف بين الكواكب، مقتربة من المريخ في أكتوبر 2020.

وفي مبادرة ثقافية عالمية عام 2024، أطلقت اليونسكو بالتعاون مع شركتي Barrelhand وispace قرص ذاكرة إلى سطح القمر، يضم تسجيلات لـ275 لغة ونصوصاً ثقافية بارزة، بينها ديباجة دستور اليونسكو، في خطوة تهدف إلى حماية التراث المشترك للبشرية للأجيال القادمة.

كما لم تقتصر البصمات على الأعمال الفنية والرمزية، بل امتدت إلى دفن فضائي حمل رماد شخصيات بارزة. من بينهم كلايد تومبو مكتشف بلوتو، الذي رافق مسبار نيو هورايزونز حتى بلوتو عام 2015، وجين رودنبيري مبتكر ستار تريك مع عدد من رفاقه، إضافة إلى برنارد كوتر مهندس الصواريخ في ناسا، الذي أُرسلت رفاته عام 2022 تكريماً لإسهاماته في تقنيات العودة للغلاف الجوي.

هكذا، من الرموز الفنية والسيارات، إلى الأقراص الرقمية والذكريات البشرية، يواصل الإنسان كتابة قصته في الفضاء، ليترك إرثاً يتردد صداه بين النجوم لآلاف السنين.