بزشكيان: ما دام الكيان الصهيوني خارج نطاق الرقابة الدولية فلا يمكن الحديث عن السلام

ديسمبر 12, 2025 - 10:35
 0
بزشكيان: ما دام الكيان الصهيوني خارج نطاق الرقابة الدولية فلا يمكن الحديث عن السلام

قال الرئيس الإيراني خلال مشاركته في «الاجتماع الدولي للسلام والثقة» إن الحديث عن سلام حقيقي ونظام عادل مستحيل طالما أن الكيان الصهيوني مستثنى من آليات الرقابة الدولية.




  • 2025/12/12 - 11:21
  • الأخبار الدولی

قال الرئيس الإيراني خلال مشاركته في «الاجتماع الدولي للسلام والثقة» إن الحديث عن سلام حقيقي ونظام عادل مستحيل طالما أن الكيان الصهيوني مستثنى من آليات الرقابة الدولية.

الدولی

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن مسعود بزشكيان أكد صباح اليوم الجمعة، في الاجتماع الدولي «السلام والثقة» المنعقد في عشق‌ آباد بتركمانستان، أن العالم بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى إعادة التفكير في مفهوم السلام؛ سلامٌ لا يتحقق عبر زيادة الميزانيات العسكرية، ولا من خلال التحالفات الصلبة أو الدبلوماسية الاستعراضية، بل عبر مواجهة الجذور الحقيقية لعدم الاستقرار، أي التمييز والاحتكار وانعدام العدالة.

وفيما يلي نص كلمة رئيس الجمهورية:

بسم الله الرحمن الرحيم

في البداية أتقدم بالشكر لحكومة وشعب تركمانستان الشقيق على استضافة هذا الاجتماع القيّم الذي يتزامن مع الذكرى الثلاثين لإعلان حياد تركمانستان.

إن أي حدث أو فرصة تدفعنا للتأمل والحوار حول السلام والأمن والتنمية، هو حدث إنساني وأخلاقي يستحق التقدير، وأي دولة أو شعب يسهم في هذا المسار جدير بالثناء والدعم.

إن مبادرة تشكيل «مجموعة أصدقاء الحياد من أجل السلام والأمن والتنمية» التي أطلقتها قيادة تركمانستان، وحظيت بدعم الأمم المتحدة، خطوة مهمة من دولة أثبتت التزامها العملي بالسلام والأمن.

وإنني، ممثلاً شعب إيران الكبير المحب للسلام، أعلن مجدداً أن كل جهد يسهم في تعزيز خطاب السلام والتعاون على المستويين العالمي والإقليمي سيحظى بالدعم الكامل من الشعب والحكومة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

السيدات والسادة

الزملاء الكرام

في عالم يزداد غرقاً في دوامة الأزمات، لم تعد الحروب أحداثاً مفاجئة، بل ثمرة الأنانيات والنزعات الاستعلائية. فالحروب قبل أن تندلع في الميادين، تتجذر في البنى الاقتصادية العالمية غير العادلة، وفي المؤسسات التي تضخم صوت الأقوياء وتُقصي الضعفاء، وفي منظومات قانونية تجعل العدالة رهينة إرادة القوى الكبرى. ونتيجة ذلك، بات السلام امتيازاً جغرافياً، لا حقاً إنسانياً شاملاً.

نحن اليوم أحوج ما نكون لإعادة تعريف مفهوم السلام؛ سلام ينبع من معالجة أسباب عدم الاستقرار، لا من سباق التسلح أو التحالفات الصلبة أو الدبلوماسية الشكلية.

السادة الحضور

ضمن هذا الواقع القائم على التمييز، أدت سياسات القوى الكبرى في غرب آسيا عملياً إلى منح الكيان الصهيوني «حقاً استثنائياً»، أصبح منبَعاً للحروب والظلم في المنطقة. هذا الامتياز نتاج خليط معقّد من الحسابات الجيوسياسية، والتحالفات التاريخية، والمصالح الأمنية الغربية، وتقصير المؤسسات الدولية في تطبيق العدالة بصورة فعلية.

في مثل هذا المناخ، تمكن هذا الكيان من مواصلة سياساته العدوانية، من جرائمه المتكررة في غزة، والتوسع الاستيطاني غير القانوني في الضفة الغربية، إلى الاعتداءات المتواصلة على سوريا ولبنان، وكذلك على الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقطر. وهذه الحالة هي نتيجة مباشرة لاحتكار القوة عالمياً والمعايير المزدوجة التي خلقت نوعاً من الاستثناء الأمني لإسرائيل.

وحين يُعفى طرف من آليات الرقابة والمساءلة الدولية، تتعمق جذور الظلم ويُنتزع الأساس الذي يقوم عليه السلام المستدام.

وبسبب هذا الاستثناء غير المشروع، تجرأ الكيان الصهيوني في يونيو الماضي على الاعتداء على الجمهورية الإسلامية، ما أدى إلى استشهاد مئات من أبناء بلدي الأبرياء. ولم يُقابل هذا العدوان بأي عقاب دولي، بل حظي بالدعم السياسي والعسكري الكامل من القوى التي تتشدق بحقوق الإنسان والسلام العالمي. وطالما أن مثل هذا الامتياز قائم، لا يمكن لأي حديث عن سلام أو نظام عادل أن يكون ذا معنى.

وإذا كان العالم جاداً في تحقيق السلام والنظام العادل، فعليه الإقرار بأن لا دولة – مهما بلغت قوتها – ينبغي أن تكون فوق القانون الدولي.

السيدات والسادة

في ظل هذه الأوضاع، تتحمل الدول كافة مسؤولية السعي بقدر المستطاع، عبر المبادرات الإقليمية، والحضور الفاعل في المؤسسات الدولية، ودبلوماسية أخلاقية تقوم على التعددية، لإثبات أن العالم لا يمكن أن يُختزل في صوت القوى الكبرى وحدها.

ونعتبر انعقاد هذا الاجتماع خطوة في مسار التذكير بهذه المسؤولية الجماعية لمنع الانحرافات عن مبادئ السلام والثقة الدولية. ونقدّر لحكومة وشعب تركمانستان جهودهم في دعم خطاب السلام والأمن.

إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترى أن «الحياد الفاعل والمسؤول» لا يعني السلبية أو اللامبالاة تجاه الظلم والعدوان، بل مفهوماً ديناميكياً وأخلاقياً يستند إلى القانون الدولي والقانون الإنساني وميثاق الأمم المتحدة والقيم الإنسانية العليا. فالحياد المسؤول يستلزم اتخاذ مواقف مبدئية وعادلة في مواجهة أي ظلم أو انتهاك صارخ لسيادة الدول وحقوق الشعوب.

وتؤمن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كعضو مسؤول في المجتمع الدولي، بأن السلام والتنمية لا يتحققان إلا عبر الحوار المتكافئ، والتعاون الجماعي، والالتزام بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتجنب الأحادية. ونأمل أن يتيح اجتماع اليوم أرضية مناسبة لدفع أهدافنا المشتركة، وأن يمهّد لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة.

وفي الختام، أتقدم بالشكر لحكومة تركمانستان الشقيقة وللرئيس سردار بردي محمدوف على حفاوة الاستقبال، ونؤكد دعمنا وتوقيعنا على أي مقترح يسهم في ترسيخ السلام والأمن.

وشكراً لحسن إصغائكم.

/انتهى/ 

R7847/P36442