إيرواني: لا ينبغي أن تصبح أفغانستان قاعدة للإرهاب
أكد السفير ومندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة امير سعيد ايرواني مساء اليوم الاربعاء، ان امن ايران مرتبط بأمن أفغانستان وباكستان، وإن أراضي أفغانستان لا ينبغي أن تتحول إلى قاعدة للإرهاب أو العنف ضد الدول المجاورة، ويتعين على السلطات الأفغانية تحمل المسؤولية الكاملة لمنع أي دعم للمجموعات الإرهابية.
- 2025/12/10 - 23:08
- الأخبار ایران
أكد السفير ومندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة امير سعيد ايرواني مساء اليوم الاربعاء، ان امن ايران مرتبط بأمن أفغانستان وباكستان، وإن أراضي أفغانستان لا ينبغي أن تتحول إلى قاعدة للإرهاب أو العنف ضد الدول المجاورة، ويتعين على السلطات الأفغانية تحمل المسؤولية الكاملة لمنع أي دعم للمجموعات الإرهابية.
وافادت وكالة تسنيم الدولية للانباء ان إيرواني الذي حضر اجتماع مجلس الأمن حول "الوضع في أفغانستان" وألقى كلمة خلاله أشار إلى التقرير الأخير للأمين العام حول أن الشعب الأفغاني لا يزال يواجه تحديات إنسانية وأمنية شديدة، وقيودًا مستمرة ضد النساء والفتيات، وتهديدات ناتجة عن الإرهاب والمخدرات، خاصة المخدرات المصنعة، رغم الجهود والأنشطة المتواصلة لـ"بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان" (يوناما) ووكالات الأمم المتحدة.
وأضاف إيرواني: "نعرب عن قلقنا العميق إزاء تدهور الوضع الإنساني، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وبعد الزلازل الأخيرة. قد يؤدي النقص الحاد في التمويل لـ"خطة الاحتياجات والاستجابة الإنسانية لعام 2025" إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي، وتقييد الوصول إلى الخدمات الأساسية، وزيادة سوء التغذية، وتعميق عدم المساواة، خاصة بالنسبة للنساء والأطفال."
وتابع المندوب الإيراني: "في هذا الإطار، نعتقد أن التفاعل الهادف والعملي مع السلطات الأفغانيةلا يزال ضروريًا لمعالجة الأزمات الإنسانية والاقتصادية التي تهدد أفغانستان والاستقرار الإقليمي. نؤكد مرة أخرى أن المساعدات الإنسانية لا ينبغي أبدًا أن تُسيّس، وأن العقوبات لا ينبغي أن تشكل عائقًا أمام الاستقرار أو التنمية الاقتصادية، ويجب إطلاق الأصول الوطنية الأفغانية المجمدة في الخارج على الفور لتلبية الاحتياجات العاجلة للشعب الأفغاني."
وقال: "لا تزال حالة النساء والفتيات مصدر قلق خطير. القيود المنهجية على التعليم والعمل والمشاركة العامة تتعارض مع تعاليم الإسلام وكرامة الإنسان. نحث سلطات أفغانستان على إلغاء هذه التدابير. رغم المخاوف الجدية، يظل التفاعل البناء الطريق الأكثر فعالية لتعزيز السلوك المسؤول واحترام حقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق جميع المجموعات العرقية والنساء."
وأضاف: "في الوقت نفسه، فإن إنشاء حكومة شاملة تمثل الشعب حقًا أمر ضروري لتحقيق سلام واستقرار دائمين، ومنع تجدد الصراع وتدفقات اللاجئين واسعة النطاق، وضمان الأمن، والتنمية الاقتصادية، واحترام حقوق الإنسان، وخاصة حقوق النساء والفتيات."
وأردف: "التهديد الناجم عن المجموعات الإرهابية، بما في ذلك داعش- ولاية خراسان، لا يزال مقلقًا ويتطلب اليقظة المستمرة من المجتمع الدولي والعمل الجماعي. ان ايران تدعم بقوة قيام أفغانستان مستقلة ذات سيادة، موحدة وسلمية، خالية من الإرهاب والنزاع والمخدرات. يجب دعم أفغانستان لاتخاذ تدابير شاملة وفعالة لتفكيك جميع الجماعات الإرهابية ومنع استخدام أراضيها لتهديد أو الإضرار بالدول الأخرى."
وأعرب إيرواني عن قلقه العميق إزاء الحوادث الأمنية والحدودية الأخيرة بين أفغانستان وجيرانها، قائلاً: "تتقاسم إيران ما يقرب من 2000 كيلومتر من الحدود مع أفغانستان وباكستان، وأمننا مرتبط بشكل لا ينفصم بأمن كلا الجارين. لا ينبغي أن تصبح أراضي أفغانستان قاعدة للإرهاب أو العنف ضد الدول المجاورة، ويتعين على السلطات الأفغانية تحمل المسؤولية الكاملة لمنع أي دعم للمجموعات الإرهابية."
وتابع الدبلوماسي الإيراني رفيع المستوى: "لقد تشاور وزير الخارجية الايراني مع نظيريه الباكستاني والأفغاني، وأعلن في هذا السياق أن طهران مستعدة للمساعدة في الجهود الرامية إلى تخفيف التوتر بين كابول وإسلام آباد.
كما اقترح عقد اجتماع إقليمي لوزراء الخارجية لخلق منصة للتشاور وصياغة نهج منسق على المستوى الإقليمي."
وأشار إيرواني: "نظرًا للحدود الطويلة المشتركة ووجود ملايين المواطنين الأفغان، فإن تطورات هذا البلد لها تأثير مباشر وفوري على إيران. وبالتالي، فإن التفاعل مع سلطات أفغانستان ليس خيارًا بل ضرورة استراتيجية لإدارة المخاطر وتقليل التكاليف ومنع التحديات المستقبلية. إيران لديها حوار مستمر وتعاون بناء مع أفغانستان، بما في ذلك في مجالات تسهيل التجارة، وتعزيز التنسيق الحدودي، وتقديم المساعدات الإنسانية، ودعم الخدمات التعليمية والصحية، لتعزيز الاستقرار الإقليمي وحماية مصالحها المشروعة."
وقال إيرواني: "باعتبارها الممر العابر الوحيد الفعال الذي يوفر لأفغانستان وصولاً مباشرًا إلى المياه الدولية، يلعب ميناء تشابهار دور شريان حيوي إنساني، مما يسهل إرسال الشحنات الأساسية إلى أفغانستان. إن تطبيق تدابير تقييدية تحت ذريعة ما يسمى بالعقوبات الأحادية الجانب لن يؤدي إلا إلى عواقب وخيمة على الاستقرار الاقتصادي والوضع الإنساني في أفغانستان. تسعى إيران إلى استخدام القدرة الكاملة لميناء تشابهار لدعم الانتعاش الاقتصادي لأفغانستان وتلبية احتياجاتها الإنسانية."
وأضاف المندوب الإيراني: "بينما كانت إيران نفسها تحت عقوبات أحادية الجانب شديدة، تحملت لعقود عبئًا غير متناسب من خلال استضافة ملايين اللاجئين الأفغان. أنشأ هذا المسؤولية، في غياب الدعم الدولي الكافي، ضغوطًا اقتصادية وأمنية هائلة، حيث تقدر تكاليفها السنوية بنحو عشرة مليارات دولار."
وقال: "من المؤسف للغاية أن المجتمع الدولي لم يفي حتى بأدنى التزاماته لدعم اللاجئين الأفغان في إيران. ويتجلى هذا التقصير بوضوح في الانخفاض الحاد للمساعدات المخصصة لعام 2026، بأكثر من 60٪. هذا يمثل انتهاكًا خطيرًا لمبدأ 'التقاسم الدولي للمسؤولية'."
وأشار المندوب الإيراني: "أعلنت إيران مرارًا وتكرارًا وبوضوح، بما في ذلك من هذا المنبر، أنه بدون تضامن دولي حقيقي، وتقاسم عادل لهذا العبء ودعم مالي ملموس، فإنها لا تستطيع ولن تستطيع تحمل العبء غير المتناسب لاستضافة أكثر من ستة ملايين مواطن أفغاني بمفردها."
وأضاف إيرواني: "يتم إعادة المواطنين الأفغان غير المسجلين مع الامتثال الكامل للقانون الدولي والمبادئ الإنسانية وباحترام كامل للكرامة الإنسانية."
واختتم قائلاً: "في الختام، لا تزال اليوناما تلعب دورًا حيويًا لا غنى عنه في معالجة التحديات المعقدة ومتعددة الأوجه في أفغانستان. نؤكد مرة أخرى دعمنا لبعثة اليوناما وتنفيذها الفعال والمحايد. ان ايران مستعدة لمواصلة تعاونها الوثيق مع الأمم المتحدة ودول المنطقة والآليات ذات الصلة، وجميع أصحاب المصلحة، لتعزيز الاستقرار والأمن ومستقبل أفضل لأفغانستان."
/انتهى/