بعد أن كاد صاحبه يفقد الأمل.. ترخيص استثنائي من أخنوش يعيد مشروع مستثمر ألماني للوجود

بمسار إداري طويل ومتشعب، كاد أن يبدد حلم إنشاء وحدة صناعية بإقليم وزان، جاء التوقيع الاستثنائي لرئيس الحكومة عزيز أخنوش ليعيد مشروع المستثمر الألماني إلى الحياة، بعد أشهر من التعطل وكثير من الشد والجذب بين المساطر القانونية ومتطلبات الاستثمار، وهو قرار أنهى فترة من الانتظار والقلق لدى المستثمر الذي كان قد بدأ، وفق مصادر متطابقة، يفكر بجدية في نقل مشروعه لدولة أخرى.
وكشفت المستشارة البرلمانية عن حزب التجمع الوطني للأحرار فاطمة الحساني، في تصريح لجريدة أخبارنا المغربية خبايا هذا المسار، مشيرة إلى أن شهر غشت كان المنعطف الأصعب، حين انتقل الملف بين أقسام المركز الجهوي للاستثمار، وواجه سلسلة عراقيل وإكراهات قانونية وإجرائية هددت بعرقلته، قبل أن يتم تجاوزها بالإجماع داخل اللجنة الجهوية للاستثمار، حيث أكدت الحساني أن لا أحد يمكنه اليوم إيقاف مشروع استثماري تتوفر فيه الشروط القانونية، لأن الدولة تشتغل بمنطق العدالة المجالية وتطبيق القانون، لا بمنطق الأشخاص.
وشددت البرلمانية، على أن الترافع عن المشروع لم يكن فرديا، بل شارك فيه مجموعة من المسؤولين، من أبرزهم وزير الاستثمار كريم زيدان، ووزير الفلاحة أحمد البواري، ورئيس مجلس النواب رشيد الطالبي العلمي، والقيادي مصطفى بيتاس، إلى جانب أطر وتقنيين داخل وزارة الاستثمار، وأعضاء اللجنة الجهوية للاستثمار الذين صادقوا على الملف في مراحله الأولى، كما نوهت بالدور الجهوي والوطني لقيادات حزب التجمع الوطني للأحرار الذين واكبوا الملف دون توقف.
وعلى المستوى المحلي، تحدثت الحساني عن المتابعة اليومية الدقيقة لعامل إقليم وزان مهدي شلبي، الذي كان يسأل عن كل التفاصيل التقنية والإدارية المرتبطة بالمشروع، معتبرة أن مجهوده كان حاسما في تجنب سقوط الملف في فخ البطء الإداري، وأشادت كذلك بالدور الكبير لرئيس المجلس الجماعي لوزان، الذي بقي متمسكا بالمشروع منذ لحظاته الأولى، وواجه الضغوط والتأخيرات إلى حين وصول الملف إلى رئاسة الحكومة.
وبالتزامن مع هذه التصريحات، نشرت الحساني تدوينات على حسابها بموقع فيسبوك تعلن فيها حصول المستثمر الألماني على الترخيص الاستثنائي، مؤكدة أن الوحدة الصناعية ستشغل 680 عاملا، بكلفة تصل إلى 12 مليار سنتيم، معتبرة أن المشروع ينهي سنوات من الانتظار لدى شباب الإقليم الباحثين عن فرص الشغل.
وخصت الحساني في تدويناتها أحد المواطنين الوزانيين المقيمين بالخارج، والذي كان وراء استقدام المستثمر الألماني ورافقه منذ أول خطوة حتى لحظة التوقيع، واصفة إياه بالنموذج المثالي لمغاربة العالم الغيورين على مناطقهم، خصوصا في “المغرب العميق”.
ومع اكتمال التراخيص وبدء الترتيبات الأخيرة لإطلاق الورش، تبدو ساكنة وزان أمام مرحلة جديدة قد تعيد رسم ملامح الإقليم اقتصاديا واجتماعيا، بعد سنوات من غياب المشاريع الكبرى، حيث يعتبر مشروع الألماني الذي ولد بصعوبة ليخرج إلى الوجود في النهاية، فرصة ذهبية تمنح شباب الإقليم بارقة أمل كانوا في أمس الحاجة إليها.