حرارة الأنف تكشف مستوى التوتر لدى الإنسان والحيوان

أكتوبر 14, 2025 - 18:20
 0
حرارة الأنف تكشف مستوى التوتر لدى الإنسان والحيوان

اكتشف باحثون من جامعة ساسكس البريطانية أن انخفاض حرارة الأنف يمكن أن يكون مؤشراً فورياً على مستوى التوتر الذي يعيشه الإنسان. فقد أظهرت تجربة فريدة باستخدام التصوير الحراري أن التعرض لمواقف ضاغطة يؤدي إلى تراجع واضح في درجة حرارة الأنف، نتيجة تغير تدفق الدم في الوجه أثناء الضغط النفسي.

وخلال التجربة، طُلب من 29 متطوعاً إعداد خطاب قصير حول "وظيفتهم المثالية" أمام لجنة مجهولة، ثم خضعوا لاختبار حسابي صعب، بينما كانت الكاميرات الحرارية تراقب التغيرات في وجوههم. وسجل الباحثون انخفاضاً تراوح بين 3 و6 درجات مئوية في حرارة الأنف، فيما سُحب الدم نحو العينين والأذنين لتحفيز اليقظة والدفاع الذاتي في مواجهة المواقف المهددة.

وأوضحت النتائج أن معظم المشاركين استعادت أجسامهم حرارتها الطبيعية خلال دقائق قليلة، في حين تأخر آخرون في التعافي، ما يعكس صعوبة لديهم في التحكم بالتوتر، وهي حالة قد ترتبط بزيادة احتمال الإصابة بالقلق أو الاكتئاب. وأشار الباحثون إلى أن هذا التغير الحراري يمكن أن يشكل وسيلة دقيقة وغير متطفلة لقياس التوتر اللحظي، خاصة لدى الأطفال أو الأفراد غير القادرين على التعبير عن مشاعرهم.

وأكد فريق جامعة ساسكس أن التقنية نفسها يمكن توسيع استخدامها لتشمل الرئيسيات مثل الشمبانزي والغوريلا، من أجل مراقبة مستويات التوتر وتحسين رفاهيتها في المحميات، خصوصاً لدى الحيوانات التي مرت بتجارب صادمة. كما لاحظ العلماء أن مشاهدة مقاطع لصغار الشمبانزي رفعت حرارة أنوف الحيوانات البالغة، في إشارة إلى تأثير مهدئ مماثل للبشر.

وتسعى الدراسة إلى تطوير مؤشرات حيوية جديدة تُستخدم لمتابعة التغيرات الفسيولوجية الناتجة عن التوتر، بما يساعد على ابتكار طرق مبتكرة لتعزيز الراحة النفسية للبشر والحيوانات على حد سواء.