مزراري يكشف لـ"أخبارنا" أسباب انسحاب الجزائر من التصويت على قرار مجلس الأمن

قال الدكتور عبد الهادي مزراري، الكاتب الصحافي والخبير في العلاقات الدولية، في تصريح خاص لموقع “أخبارنا المغربية”، إن انسحاب الجزائر من جلسة التصويت على القرار رقم 2797 الصادر عن مجلس الأمن بشأن قضية الصحراء المغربية، "ليس موقفاً دبلوماسياً بقدر ما هو هروب مرتبك من مواجهة الحقيقة بعد أن قلب القرار موازين الملف لصالح المغرب".
وأوضح مزراري أن القرار الجديد "كرّس مبادرة الحكم الذاتي المغربية كأرضية وحيدة للحل، وأقرّ بوضوح أن السيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية هي نقطة الانطلاق في أي مسار تفاوضي"، مضيفاً أن ذلك "أنهى عملياً وهم تمثيلية جبهة البوليساريو، وجعل الجزائر في موقع الطرف المباشر في النزاع، كما نصّ القرار صراحة".
وأكد الخبير في العلاقات الدولية أن الجزائر حاولت، حتى الساعات الأخيرة من يوم 31 أكتوبر 2025، استمالة موسكو وبكين وإسلام أباد لإسقاط مشروع القرار الأمريكي عبر الفيتو، غير أن أيّاً من تلك الدول لم يُقدم على ذلك، واكتفت كل من الصين وروسيا وباكستان بالامتناع عن التصويت، لتبقى الجزائر وحيدة خارج القاعة في مشهدٍ وصفه مزراري بـ"تصرف النعامة التي تدفن رأسها في رمال الصحراء حتى لا ترى الحقيقة".
وأضاف المتحدث ذاته أن الجزائر وجدت نفسها أمام ثلاث خيارات كلها مُحرجة: "لو صوتت بنعم لخانت جبهة البوليساريو علناً، ولو رفضت لعارضت مجلس الأمن، ولو امتنعت لحمّلت نفسها مسؤولية المشاركة في القرار، لذلك اختارت الغياب في محاولة للتهرب من أي تبعات سياسية أو قانونية".
وختم الدكتور عبد الهادي مزراري تصريحه لـ"أخبارنا" بالقول إن هذا الانسحاب "يؤكد أن الجزائر فقدت توازنها الدبلوماسي، ولم تعد قادرة على إقناع أحد بخطابها عن الحياد المزعوم"، مشدداً على أن "القرار 2797 يمثل منعطفاً حاسماً نحو تثبيت السيادة المغربية على الصحراء، وأن كل المناورات السابقة انتهت عند هذه الحقيقة الأممية الراسخة".