بالوثيقة.. هكذا حاولت الجزائر خداع اليونسكو لسرقة القفطان المغربي

أثارت وثيقة رسمية صادرة عن الوفد الدائم للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، جدلا واسعا على المستوى الثقافي والدبلوماسي، بعد أن كشفت عن محاولة الجزائر تعديل اسم عنصر مسجل ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية بما يخدم مصالحها الخاصة.
وأشارت الوثيقة التي تحمل رقم 148/DPALG/2025 وتاريخ 22 غشت 2025، إلى أن السلطات الجزائرية المعنية رغبت في تغيير اسم عنصر "الزي النسائي الاحتفالي في شرق الجزائر الكبير: المعارف والمهارات المرتبطة بصناعة وتزيين القندورة والملاحفة"، لتوسيع العنوان ليشمل القندورة، والملاحفة، والقفطان، والجلابة، والقط، واللحيف.
وبالتمعن في النص، يتضح أن التعديل المقترح يهدف إلى إدراج القفطان المغربي ضمن العنوان الرسمي للعنصر، في خطوة تفسر على أنها محاولة لإدخال قطعة لباس تقليدية مغربية ضمن التراث الجزائري، وهو ما يثير مخاوف جدية من محاولات تمييع الأصالة الثقافية للملابس التقليدية المغربية.
وأكدت الوثيقة أن هذا التعديل جاء بناء على رغبة مجتمعات الحرفيات والمختصات في الخياطة والتطريز، لكنها في الوقت نفسه تظهر طموحا موسعا للسلطات الجزائرية في أن يصبح هذا العنصر أكثر شمولية ويمثل جميع المهن المشاركة في الاحتفالات النسائية، بما في ذلك القطعة التي تعرف بالقفطان، والتي تعد رمزا ثقافيا مغربيا أصيلا.
ويأتي هذا التوجه في ظل محاولات الجزائر المتكررة لتسجيل عناصر ثقافية مغربية على أنها جزء من تراثها، ما يعيد إلى الذاكرة سجلات طويلة من النزاعات حول الملكية الثقافية في المنطقة المغاربية.
وأشارت الوثيقة إلى أن تعديل الاسم المقترح كان سيدرج في جدول أعمال الدورة العشرين للجنة الحكومية الدولية لحماية التراث الثقافي غير المادي المنعقدة في دجنبر 2025 في نيودلهي، الهند، وهو ما يوضح أن الأمر لم يكن مجرد خطوة شكلية بل محاولة لتثبيت هذا التغيير على مستوى دولي.
وتعكس هذه الحالة حجم التحديات التي تواجه حماية التراث المغربي الأصيل من محاولات الاستيلاء أو السرقة، وما يفرضه ذلك من ضرورة اليقظة الثقافية والدبلوماسية للحفاظ على الهوية الوطنية للملابس التقليدية المغربية، وعلى رأسها القفطان الذي يشكل رمزا للذاكرة الجماعية والفنية للمغرب.
وكشفت الوثيقة الجزائرية، التي حاولت تبرير تعديل الاسم بضرورة تمثيل جميع الحرف والمهارات المرتبطة بالاحتفالات النسائية، في الوقت نفسه حقيقة محاولات استغلال المؤسسات الدولية لتغيير الحقائق التاريخية والثقافية، وهو ما يضع اليونسكو أمام مسؤولية دقيقة في حماية التراث من أي تلاعب سياسي أو ثقافي.
ويظل القفطان المغربي في النهاية، رمزا للهوية والتاريخ والفن، ومهما حاولت بعض الأطراف تزوير الحقائق، فإن الأصالة المغربية ستظل حجر الزاوية في مواجهة أي محاولات لسرقة التراث الثقافي.