ردّ الجميل في حرب الـ12 يوماً .. الكيان الصهيوني لا يدفع حصة المياه السنوية للأردن
أعلن الكيان الصهيوني، في ذروة الجفاف الذي تشهده المنطقة هذا العام، أنه لن يدفع الحصة السنوية من المياه للأردن، على الرغم من المساعدة الكبيرة التي قدمها هذا الأخير للكيان خلال حرب الـ12 يوماً.
- 2025/12/11 - 20:12
- الأخبار الشرق الأوسط
أعلن الكيان الصهيوني، في ذروة الجفاف الذي تشهده المنطقة هذا العام، أنه لن يدفع الحصة السنوية من المياه للأردن، على الرغم من المساعدة الكبيرة التي قدمها هذا الأخير للكيان خلال حرب الـ12 يوماً.
وأفادت صحيفة "معاريف" العبرية أن الكيان الصهيوني أبلغ الحكومة الأردنية أنه لا ينوي هذا العام تسليم الحصة السنوية المتفق عليها من المياه في اتفاقية وادي عربة، والتي تقدر بنحو 50 مليون متر مكعب.
وكان الكيان الصهيوني والأردن وقّعا اتفاقية وادي عربة عام 1994، والتي بموجبها اعترفت المملكة الأردنية بالكيان الصهيوني، مقابل الاستفادة من حصة المياه والعلاقات التجارية مع أمريكا والغرب.
ويقطع الكيان الصهيوني حصة المياه السنوية للأردن في ذروة الجفاف الذي يضرب منطقة الشرق الأوسط هذا العام، على الرغم من الدور المهم الذي لعبه الأردن في الدفاع عن الكيان الصهيوني خلال حرب الـ12 يوماً.
وبالإضافة إلى دوره في حرب الـ12 يوماً، كان الأردن قد اعترض أيضاً عدداً من الصواريخ والطائرات المسيرة التي أطلقت باتجاه الكيان الصهيوني من العراق واليمن. لكن تل أبيب كافأت عمان الآن بهذا الإجراء.
وأظهر الكيان الصهيوني مرة أخرى أن الاتفاقيات هي أدوات مؤقتة تُعلَّق بمجرد أن تتوقف عن خدمة مصالحه. والنقطة المهمة هنا هي أن مصير الأردن ينتظر سوريا ولبنان قريباً، والاتفاقيات التي تريد بيروت ودمشق عقدها عبر وساطة أمريكية مع تل أبيب، لن يكون مصيرها أفضل من مصير اتفاقية وادي عربة.
المياه: أداة السيطرة الإقليمية
تكتسب قضية المياه أهمية حيوية للكيان الصهيوني، وهو يتعمق أكثر في جنوب سوريا لاحتلال المزيد من الأراضي وتأمين المزيد من الينابيع.
ويرى خبراء أن "إسرائيل" تريد من خلال ذلك تعزيز سيطرتها على الأنظمة المائية التي تغذي كل من سوريا والأردن. وإن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي في جنوب سوريا ليس مصادفة؛ بل هو جزء من خطة طويلة الأمد تستند إلى منطق "السيطرة على المياه تعني السيطرة على المنطقة"، من أجل الهيمنة على المورد الأكثر حيوية في الشرق الأوسط.
ويرى مراقبون أنه بناءً على هذا المنطق، فإن لبنان هو الهدف التالي، وأن نفس الاستراتيجية التي توجه الضغط الإسرائيلي على نهر الليطاني والمرتفعات الحدودية، تُنفَّذ الآن في سوريا وفيما يتعلق بحصة المياه الأردنية.
وهذا بالضبط السبب الذي يدفع "إسرائيل" إلى التخطيط منذ فترة طويلة للتوغل أعمق في جنوب لبنان والتقدم حتى نهر الليطاني. على عكس توقعات القوى الموالية للغرب في منطقة الشام، فإن "السلام" مع "إسرائيل" لن يؤدي إلى ازدهارهم، بل سيمكن الصهاينة من الهيمنة عليهم.
فحتى عندما تقف في وجه الصواريخ دفاعاً عن 'إسرائيل'، فإنها ستأتي بعد ذلك لتحصل على أنهارك."
وبموجب اتفاقية "وادي عربة" لعام 1994، التزمت "إسرائيل" بنقل 50 مليون متر مكعب سنوياً من مصادر مشتركة مثل نهر الأردن ونهر اليرموك في الشمال، وخزانات المياه الجوفية في وادي عربة، وكذلك من بحيرة طبريا عبر قناة الملك عبدالله إلى الأردن.
/انتهى/