تتويج مغربي تاريخي في السعودية.. يونس البقالي وهبة يايموت يخطفان الأضواء في مسابقة "أقرأ" العالمية

اختتمت عشية اليوم السبت، فعاليات مسابقة "أقرأ" في نسختها العاشرة فعالياتها داخل مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) التي تحتضنها مدينة الظهران بالمملكة العربية السعودية، في حفل احتفى بمرور عقد كامل من الجهود الرامية إلى تعزيز ثقافة القراءة في العالم العربي. وبرغم الطابع العربي الواسع للمنافسة، خطف المشاركون المغاربة الأضواء هذا العام بعد حضورٍ لافتٍ تُوّج بثلاث محطات بارزة أكدت مكانة المغرب في المشهد القرائي والفكري العربي.
وبرزت المغربية "هبة يايموت" ضمن أقوى مفاجآت الحفل، بعد فوزها بلقب "قارئ العام لأفضل نص"، نتيجة أداء أثار إعجاب لجنة التحكيم بعمقه اللغوي ورؤيته الإبداعية الناضجة، ما جعلها واحدة من أبرز الوجوه الأدبية الشابة في هذه الدورة. كما سجّل المغرب حضورًا قويًا في مجال المناظرات، بعدما أحرز يونس البقالي لقب "مناظر العام" رفقة زميليه من تونس والجزائر، إثر أداء اتسم بالصلابة الفكرية وقوة الحجة والقدرة على إدارة النقاش، ليؤكد البقالي مرة أخرى قيمة المدرسة المغربية في بناء مهارات الحوار والتفكير النقدي.
وكان المغرب حاضرًا كذلك ضمن قائمة المتأهلين النهائيين، حيث لفت المشاركون المغاربة الأنظار بأدائهم المتوازن في قراءة النصوص والتحليل ومداخلاتهم داخل جلسات الحفل، ما عزز الانطباع بأن المشهد القرائي المغربي يعيش ديناميكية متسارعة وفاعلة. ويرى عدد من المتابعين أنّ هذا التألق يعكس رسوخ عادة القراءة في المجتمع المغربي، وازدياد اهتمام الشباب بالمنافسات المعرفية التي تقوم على النصوص والمناظرات، وهما المجالان الأكثر عمقًا في المسابقة.
وفي الوقت الذي تُوّجت فيه الليبية "نسرين أبو لويفة" بلقب "قارئ العام" باختيار لجنة التحكيم، حصدت الجزائرية "سارة بن عمّار" لقب "قارئ العام" بتصويت الجمهور، بينما واصل المغاربة تميّزهم في الجوائز النوعية. وقد أعلن مدير مركز إثراء المكلّف مصعب السعران خلال الحفل تبني المركز لقضية "القراءة" لخمسة أعوام مقبلة، إلى جانب إطلاق مؤشر القراءة العربي الذي ستُعرض نسخته الكاملة العام المقبل، وسط ترقّب واسع من المؤسسات الثقافية العربية، وبينها المغربية، التي ترى في هذا المؤشر أداة مهمة لتعزيز جهود التعليم والقراءة.
وشهد الحفل حضور الروائي النرويجي الحائز على نوبل 2023 "يون فوسه"، فيما امتدت الفعاليات على مدار يومين من اللقاءات والحوارات وورش القراءة والعروض، إضافة إلى بث الحفل لأول مرة عبر قنوات عربية بينها قنوات المغرب، احتفاءً بمرور عشر سنوات على تأسيس المسابقة.
وقد شكّل التألق المغربي في هذه الدورة محطة بارزة في مسيرة "أقرأ"، مؤكّدًا قدرة الشباب المغربي على الارتقاء إلى منصات التتويج العربية في مجالات تعتمد على الإبداع والتحليل والقراءة العميقة، ليظل المغرب حاضرًا بقوة في كل دورة جديدة من المسابقة.