تقرير تسنيم/ فشل السياسيين السُّنّة العراقيين البارزين؛ الخطاب المعادي لإيران لم يعد يجلب الأصوات
المصداقية في طرح أي مشروع والوضوح في الفكرة يؤديان إلى النجاح، وعكس ذلك تمامًا يرافقه الفشل. فالمجتمع السني، وعلى ضوء ذلك، أظهر بوضوح في الانتخابات أنه يختار الأصلح، وهذا ما أدى إلى خسارة بعض الوجوه السنية البارزة في الانتخابات.
- 2025/12/12 - 11:13
- الأخبار الشرق الأوسط
المصداقية في طرح أي مشروع والوضوح في الفكرة يؤديان إلى النجاح، وعكس ذلك تمامًا يرافقه الفشل. فالمجتمع السني، وعلى ضوء ذلك، أظهر بوضوح في الانتخابات أنه يختار الأصلح، وهذا ما أدى إلى خسارة بعض الوجوه السنية البارزة في الانتخابات.
مصطفى الأمير – إعلامي تحدث لتسنيم: خسارة الوجوه السنية تعتمد اليوم على اختيار جمهورهم أنفسهم. وبالتالي، قد تكون الخسارة لبعض الوجوه التي جُرّبت سابقًا. وكما تعرف، كان شعار المرجعية الرابعة – بغض النظر عن القوى – واضحًا. لقد رأينا اليوم صعود شخصيات برزت وفقًا لاختيار الجمهور الذي انتخبها، وأقصد هنا القوى السنية.
.
خسارة تلك الوجوه اعتمدت على الوعود التي قدموها سابقًا، سواء من ناحية الخدمات أو متابعة معاملات المواطنين ومطالبهم، خصوصًا في بعض المناطق في الجانب الغربي، التي تُعدّ أغلبها مناطق سنية. هذه المناطق كانت بحاجة إلى إعمار، وإلى دخول آليات لإعادة إكساء المناطق، وكانت بحاجة إلى متابعة حالات الفقراء والمحتاجين والمتعففين. لكنهم أهملوا ذلك سابقًا، ولم يتم الوفاء بالعهد والوعد. وكما تعرف، فإن التهاون بعد الحرجين أدى إلى خسارتهم نتيجة الوعود التي لم ينفذوها سابقًا.
الشعارات الطائفية والوعود المكررة كانت أبرز ما رافق مؤتمرات بعض المرشحين السنة، وهذا ما أسخط المجتمع السني الذي أبدى رفضًا كبيرًا لمثل تلك التصرفات.
الإعلامي أبو طالب حفيز تحدث لتسنيم: بالنسبة للوجوه السنية، فإن خسارتها كانت متوقعة بصراحة. المسألة أن أغلب هذه الوجوه اعتمدت على خطاب طائفي بحت. الغالبية – وليس الجميع حتى لا نظلم – اعتمدت على الخطاب الطائفي. ونحن في عام 2025، وأتوقع أنه من المستحيل، أو شبه المستحيل، أن يؤثر هذا الخطاب على الرأي العام، رغم وجود بعض من يتأثرون به. والدليل ما نراه في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قد تتحول أبسط كلمتين إلى مشكلة.
لكن في النهاية، هذا الخطاب لا يصل إلى مرحلة التأثير على سياسة البلد أو تحديد مصيره بالكامل. ولهذا رأينا بعض القيادات السنية السابقة تخسر، وتصعد مكانها وجوه جديدة. وهذه الوجوه الجديدة من المؤمّل أن تكون أفضل من غيرها، لأن الشعب السني اختارها بإرادة تامة.
عدد من تلك الوجوه السنية فقد بريقه بسبب اهتمامه بالكسب المادي. فالحملات الانتخابية وألوانها وطريقة تقديمها جعلت المواطن السني أكثر وعيًا وحسن اختيار.
الدكتور كفاح حيدر فليح باحث في الشأن السياسي تحدث لتسنيم: هذه الوجوه اهتمت فقط بالكسب المادي، وكان هذا أحد أسباب خسارتها لتمثيل السُّنة في الساحة السياسية. وهذا دليل على الوعي الجماهيري لدى الإخوة في الجانب السني تجاه من يمثلهم في الساحة السياسية العراقية، سواء في البرلمان أو في الحكومة.
هذا التحول المفاجئ ذهب باتجاهات أخرى، وربما كان سببًا في أن الذين شاركوا من الإخوة السنة ضمن القوائم الشيعية قد حصدوا الكثير من الأصوات، وهذا نابع من مصداقية بعض القوى السياسية الشيعية التي أصبحت أمرًا واقعًا في الساحة السياسية العراقية، ومثّلت مصداقية وشعورًا عاليًا بالوطن والانتماء الوطني للعراق.
يبدو أن الانتخابات أثبتت ما لم يكن متوقعًا لدى بعض المرشحين السنة، الذين أدت خطاباتهم المشبوهة إلى فقدان المواطن السني الثقة والمصداقية بهم، فأدرك – من خلال صناديق الاقتراع – أن عليه اختيار الأصلح.
لوكالة تسنيم أحمد الساعدي – بغداد
/انتهى/