قيادة السيارة قد تكشف الزهايمر قبل ظهور أعراضه بسنوات

ديسمبر 10, 2025 - 23:05
 0
قيادة السيارة قد تكشف الزهايمر قبل ظهور أعراضه بسنوات

أظهرت دراسة حديثة من جامعة واشنطن في سانت لويس أن مراقبة أنماط القيادة لدى كبار السن قد تكون أداة فعّالة وغير مكلفة للكشف المبكر عن التدهور الإدراكي والخرف، بما في ذلك مرض الزهايمر، حتى قبل ظهور الأعراض التقليدية المرتبطة بفقدان الذاكرة أو التشتت الذهني.

ووفقاً لفريق الدراسة، فإن التغيرات في سلوك القيادة تبدأ تدريجياً، وغالباً ما تمر دون ملاحظة من الشخص نفسه أو من أفراد أسرته. ومن بين أبرز هذه التغيرات: انخفاض عدد الرحلات أو الكيلومترات المقطوعة شهرياً، وتجنّب القيادة ليلاً، والاقتصار على الطرق المألوفة وتقليل التنوع في المسارات.

واستند الباحثون إلى تحليل بيانات من أجهزة تتبع GPS داخل السيارات، راقبت أنماط القيادة لأكثر من 300 شخص بمتوسط عمر 75 عاماً، لمدة ثلاث سنوات. وقد شمل البحث 56 شخصاً يعانون من تدهور إدراكي طفيف، إلى جانب 242 شخصاً بقدرات معرفية طبيعية. وكانت النتائج لافتة، حيث تمكّنت بيانات القيادة وحدها من التنبؤ بالتدهور الإدراكي بدقة بلغت 82%، وارتفعت النسبة إلى 87% عند دمجها مع عوامل مثل العمر، الاختبارات المعرفية، والجينات المرتبطة بالزهايمر.

وقال البروفيسور غانيش بابولال، مؤلف الدراسة، إن تتبع القيادة اليومية يُعد وسيلة "غير تدخّلية وذات تكلفة منخفضة" لرصد التغيرات المعرفية، وقد يسمح بتدخلات مبكرة تساعد في الوقاية أو تأخير تطور المرض، خصوصاً لدى الأشخاص الذين يعيشون باستقلالية ولا يخضعون لفحوصات دورية.

وأكد الباحثون أن تحديد السائقين المعرضين للخطر يجب أن يُصبح أولوية في مجال الصحة العامة، مشيرين إلى أن تحليل سلوك القيادة الواقعي قد يوفر أداة جديدة قوية للكشف المبكر، شريطة احترام الخصوصية والاستخدام الأخلاقي للبيانات.

وتدعم هذه النتائج دراسات سابقة أشارت إلى أن مشاكل الإدراك المكاني وصعوبة التعامل مع أنظمة الملاحة أو الحفاظ على مسافة مناسبة من السيارات الأخرى قد تكون من أولى العلامات المرتبطة بالخرف. كما بدأت أبحاث حديثة تربط بين فحوصات القلب في منتصف العمر وزيادة احتمالية الإصابة بالخرف لاحقاً، في تأكيد على ترابط الصحة الجسدية والمعرفية.